من الآن فصاعدا سيكون للإبل صندوق يدعم حراك منتجاتها ويحسن من سلالتها، ويساهم في وضع اللبنات العلمية للاستفادة منها في برامج العلاج خاصة وأن هناك دراسات توصي للعلاج بأبوال الإبل وألبانها. وكانت الندوة التي استضافتها جامعة الملك فيصل مؤخرا بمشاركة علماء من كافة أنحاء العالم بمثابة سفينة لتفعيل الإبحاث الخاصة بالإبل إذ أوصى علماء وخبراء الإبل في المؤتمر الذي حمل شعار «استدامة إنتاج وتربية الإبل» على ضرورة تبادل الأفكار بين المختصين كل في مجاله العلمي والبحثي والإنتاجي والاطلاع على أحدث ما توصلت إليه البحوث والربط بين المنتجات والمشاريع البحثية ودعم البحوث والمشاريع الإنتاجية الخاصة بالإبل مع التعاون العلمي والمعلوماتي والبحثي بين العاملين في هذا القطاع الهام والتأكيد على أن الإبل ثروة وطنية في العديد من الدول ولا بد من دعمها لتفي بجزء من تحقيق الاكتفاء الذاتي غذائيا ودعم البحوث الأساسية لأهميتها في بيان آلية فسيولوجية الإبل لتكون داعماَ للبحوث التطبيقية والإكلينيكية مع دعم دراسات تصنيف أنواع الإبل وراثيا لتحديد السلالات المستقلة والأنواع داخل السلالة الواحدة وإيجاد أنظمة تسجيل وسجلات مقننة والتأكيد على أهمية ذلك في برامج الانتخابية التحسينية الوراثية بالإضافة إلى دعم بحوث المجالات الوراثية لتساهم في حل المشاكل التناسلية والمرضية ودعم تنمية المراعي الطبيعية والبدائل الغذائية لتسد حاجة الإبل الغذائية وتشجيع المشاريع الصناعية والتجارية والإنتاجية القائمة على منتجات الإبل والدعوة لإيجاد صندوق مالي داعم لبحوث ومشاريع الإبل مع التأكيد على أهمية عقد الاجتماعات والندوات والمؤتمرات وإنشاء شبكة متخصصة لبحوث الإبل وتشجيع النشر العلمي المميز . وقال عميد كلية العلوم الزراعية والأغذية بجامعة الملك فيصل الدكتور محمد إبراهيم الزرعة أن المؤتمر هدف إلى الاطلاع على البحوث المميزة ومستجدات التقنيات العلمية المستخدمة في تطوير قطاع الإبل وإنتاجيته وحشد المختصين في مجالات الإبل الإنتاجية والبحثية الأساسية والتطبيقية وحظي ب 250 ورقة علمية من أصل 400 ورقة من 35 جنسية حول العالم تمحورت حول استدامة قطعان الإبل وإنتاجيتها فسيولوجيا وإنتاجيا وتناسليا وأمراضا وجراحة وتغذية ووراثة وأحياء جزيئية وحليبا ولحوما، معبرا عن سعادته بهذا التجمع الدولي الكبير في رحاب الجامعة، مطالبا بإقامته كل 3 سنوات أو سنويا أسوة بندوة النخيل الكبرى. واعتبر الدكتور رأفت الجاسم الأستاذ في جامعة أستراليا المؤتمر إضافة نوعية لحقل المعرفة الإبلية واعتبر المؤتمرات ظاهرة حضارية وأداة فعالة للتطوير وهي فرصة للتعارف بين الباحثين وحل ما بينهم من مشكلات علمية وأن إقامتها تعكس احترام الدول لعلمائها وباحثيها. فيما أكد مدير جامعة الملك فيصل الدكتور يوسف الجندان بأن الجامعة تعد مرجعية وطنية وإقليمية ذات خبرات تراكمية في طب وأبحاث الثروة الحيوانية عموما وموضوع الإبل خصوصا، وتضم العديد من المرافق العلمية التي تخدم هذا الاختصاص وهي كلية الطب البيطري والثروة الحيوانية ومركز أبحاث الجمال ومستشفى الطب البيطري التعليمي ومحطة الأبحاث والأطباء البيطريين ومساعدي الباحثين وفنيي المعامل والمختبرات العلمية وتحوي تجهيزات وأدوات علمية وخدمية متقدمة موضحا أن مركز أبحاث الجمال بالجامعة هو أحد المراكز العلمية البحثية والاستشارية المتخصصة في دارسات الإبل ويجري العديد من البحوث المتقدمة في هذا المجال ويتم نشر نتائجها في المجالات المرموقة على المستويين المحلي والدولي كما قدمت الجامعة برامج دراسات عليا في اختصاصات بيطرية عديدة وأنشأت كرسيا علميا لتطبيق التقنيات الحديثة في تكاثر الإبل ويأتي كإضافة نوعية لمنظومة الكراسي العلمية فيها. وبين مدير مركز أبحاث الجمال الدكتور خالد أحمد البوسعدة أن الجامعة أنشأت كرسي تطبيق التقنيات الحديثة في تكاثر الإبل إدراكا منها بأن الثروة الإبلية هي التي تشكل محور الثروة الحيوانية الأهم استراتيجيا لهذه المنطقة وللأجيال المقبلة بسبب ما تشكله من مكانة مهمة وارتباط وثيق بجذور وتاريخ وحضارة سكان المنطقة وبما تتميز به من تأقلم مع هذه البيئة الصحراوية. ركيزة أولى أضاف الدكتور البوسعدة انه تم إعداد مشروع كرسي علمي عن أبحاث الإبل في إطار نظرة متخصصة تتألف وتقوم على الركيزة الأولى والأساسية لتنمية هذه الثروة والارتقاء بإنتاجها وهي تطبيق التقنيات الحديثة في تكاثر الإبل ورفع كفاءتها الإنتاجية والتناسلية من خلال الاستعانة بالعقول الخبيرة والأيدي الماهرة المتفرغة.