تجدهم يتحركون في ديناميكية وخفة منقطعة النظير في مطعم يجمع بين الوجبات السريعة والأكلات التراثية مثل المطازيز والحنيني وغيرها من الوجبات المحلية، إنهم مجموعة من الشباب في مدينة حائل يكسبون لقمة عيشهم بتقديم الدسم للزبائن. «عكاظ» التقت بمجموعة منهم فأجمعوا أنهم سعداء بعملهم ويشعرون بالرضا وكيف أنهم اكتسبوا خبرة في الأتكيت والتعامل مع الزبائن، وأضافوا مصطلحات جديدة للغتهم الإنجليزية. وفي هذا السياق، قال راكان الدوسري وهو شاب صغير دخل سوق العمل بحثا عن لقمة العيش خاصة وأنه يواصل دراسته في المرحلة الثانوية: «نسمع كثيرا عن نظرة المجتمع للشاب السعودي وعمله بالمطاعم فنجدهم يحبطونك بكلامهم كأنك تعمل بمهنة غير شرعية أو شريفه ولكن الحمدالله لم أجد سوى الثناء والمدح من المقربين ومن الأصدقاء ومنهم من يريدني واسطة لإدخاله معنا بالعمل بالمطعم»، وأضاف راكان بأن راتب العمل مغر إضافة للبدلات الرائعة. وقال حمد العنزي أحد الشباب المستجدين بسوق العمل: «لم أمض سوى ثلاثة أشهر ولم أجد ما يتحدث عنه زملاء العمل، بالعكس وجدنا التشجيع والمؤازرة لنا بمواصلة العمل وكسب الخبرة حتى الزبائن وجدنا منهم كامل الاحترام لنا إذا علموا أننا سعوديون». بركات محسن يقول: «نواجه مصادمات مع الزبائن من السعوديين أحيانا، ومع اكتساب الخبرة ومعرفة الناس تعرفنا كيف نتعامل معهم بكل لطف وننهي أي إشكالية بوقتها ولا ننسى توجيهات (السوبر فايزر) ومدير الفرع من حيث التعامل مع فئة معينة من المجتمع ومقابلة الناس بالابتسامة واللطف معهم بالأسلوب والحمدالله كسبنا أصدقاء جدد». من جهته، أوضح صالح ساير بأنه استطاع أن يدعم لغته الإنجليزية ويتعرف على بعض المصطلحات التي كانت غائبة عنه ومسميات لم تكن تخطر بباله لمخاطبة الزبائن بها وسرعة الأداء لكسب الزبون لمرات عديدة ولم نجد أي مثبطات من الوسط السعودي بخصوص عملنا بالمطاعم بل وجدنا الكثير منهم يشد على أيدينا ويدفعوننا للأمام لمواصلة العمل حتى إن زميلا لنا بالفرع الآخر عمل سنتين وتزوج ابنة عمه وفتح بيتا من عمله بالمطاعم والآن تمت ترقيته كمدير فرع براتب مغر وبدلات رائعة. عبدالعزيز الدويرة أحد زبائن المطعم يقول: «لم أجد راحة بالعمل والتعاون والتعامل أفضل من أبناء بلدي وهم يستقبلونك بالابتسامة والروح الطيبة على (الرسبشن) ويحاسبونك بكل لطف ويعجبني فيهم كلمة (زورنا مرة ثانية) بلطافة». صقل الخبرات أضاف الدويرة أن رؤية الشاب السعودي يعمل أفضل من رؤيته يسبب الازعاج في الشوارع لخلق الله والمارة بشكل عام بالتفحيط أو بالسهر . وأوضح موسى المري زبون دائم أن المطعم الذي ليس به شباب سعوديين لا يرتاده على الإطلاق، موضحا أن دخول الشباب في مجال العمل بالمطاعم يصقل خبراتهم ويجعلهم يواجهون الحياة بصلابة منقطعة النظير .