بكثيرٍ من الرضى والتفاني ومزيد من التفاؤل والطموح يعمل شبان سعوديون في عدد من المطاعم ليس بمهنة محاسب بل يعملون في تقديم الوجبات إلى الزبائن وكذلك طهي الطعام وبدوام كامل يعبر عن رغبتهم في العمل وحسب دون النظر إلى أحاديث من حولهم عن كونهم سعوديين ويجب أن يتركوا مثل هذه الأعمال إلى العمالة الوافدة. في أحد المطاعم الشهيرة يعمل عبدالله العبادي وهو شاب طموح يستهويه تقديم الطعام إلى الزبائن ومعه ابتسامة تشرق بالأمل، يقول عبدالله «أعمل في هذه المهنة منذ ثلاث سنوات وأجد فيها القبول والتعامل الجيد من جميع زملائي الذين يشكلون جنسيات مختلفة» وأضاف بأنهم استغربوا أن يعمل شاب سعودي في هذه المهنة في بداية الأمر لكنهم سرعان ما تفهموا الموقف وأصبحوا يدعمونه في مهنته ولفت العبادي الى أنه يتعرض من بعض الشباب الى انتقادات على عمله لكن كبار السن حين يسمعون لهجتي ويعرفون جنسيتي سرعان ما يثنون علي ويدعون لي بالتوفيق، وقال بأنه لا يواجه أي مشكلة حين يتقدم لخطبة أحد الفتيات وأن هذا العمل شرف كبير بالنسبة له وهو أفضل من المكوث في البيت بلا عمل ولا انجاز. وبدوره يحكي محمد دغمش الذي يطهو الطعام بأحد المطاعم بأنه يعمل في هذه المهنة منذ أكثر من عشر سنوات وفي نفس المطعم ما جعله يصبح كمدير للفرع لكنه كذلك يطهو الطعام ويقدم الوجبات إلى الزبائن ويضيف بأنه تعود على التعامل مع بعض نظرات الاستغراب لكونه سعوديا لكن بعد ذلك أصبح العديد من الزبائن أصدقاء له واعتبر أن الشباب لابد له من العمل بشرف دون الخوض في مسألة العرف والعادات التي تعتبر العمل في مهن كهذه أمر غير محبب. أما أحمد الحضريتي فقد تجاوز العديد من المشاكل ليعمل في تقديم طلبات المطعم وذكر بأنه قام بالعديد من المحاولات بعد تخرّجه من المرحلة الثانوية وذلك ليلتحق بالعمل في أكثر من مكان غير أنه لم يوفق في ذلك وتابع بأنه حين تقدم بالطلب في المطعم الذي يعمل به الآن آمن بأنه يستطيع أن يحقق الكثير من المنجزات على المستوى الشخصي إن كان على الصعيد المادي أو حتى الارتقاء في السلم الوظيفي ولفت بأنه يطمح في إنشاء سلسلة من المطاعم يديرها ويعمل فيها بنفسه وبأنه سيسعى طويلا لتحقيق حلمه. إلى ذلك بين فهد سالم الذي يطهو العديد من أصناف الطعام بأن العمل في حد ذاته متعة كبيرة يجب أن يقابلها مثابرة وعزيمة من الشخص نفسه وذكر بأنه تعلم الطبخ من خلال الكتب واتجه للعمل في المطاعم بعد أن مل من الفراغ والبطالة واستطاع أن يكسب بشكل جيد وطالب الشباب بالدخول إلى جميع أنواع العمل طالما أنه شريف ويوفر لقمة العيش بدلا عن الخلود الى الراحة.