ما زالت تداعيات المطر تفرض حضورها في منطقة تبوك وتطلق أسئلة ساخنة في المدى ما جعل عدد من الأهالي يتساءلون عن أسباب تهاوي الجسور والعبارات التي تربط مدينة الورد مع حقل وحالة عمار وضباء، وهي المشاريع التي نفذتها كل من وزارة النقل والطرق بتبوك ولم يمض على إنشائها سوى سنتين أو ثلاث، ووضعوا حزمة من الأسئلة وعلامات استفهام حملت «عكاظ» بعضا منها لتكون هي بريدهم الحقيقي أملا في أن يصل صوتهم واستفساراتهم إلى طاولة المسؤول. وقال فهد العنزي: «مشاريع النقل والطرق بتبوك كلفت الدولة ملايين الريالات ومع ذلك لم تصمد أمام السيول .. لتحدث شرخا كبيرا في عدد من الطرق الرئيسية التي توصل تبوك ببعض محافظاتها الأخرى». وتساءل من جانبه فرحان العطية عن سر صمود عدد من العبارات والجسور الأثرية في تبوك والتي أنشئت قبل مئات السنين بينما لم تصمد بعضا من مشاريع وزارة الطرق والنقل بتبوك وبعضها لم يمض على إنشائه سوى بضع سنين. ويعتبرها العطية مفارقة عجيبة تضع عدد من علامات الاستفهام أمام المسؤول.وأوضح فهد الأحمدي أحد الذين تقطعت بهم السبل وقت هطول الأمطار بعد أن كان متجها إلى حقل وقال: «أغلب العبارات التي تعتبر مسارا للسيول جرفتها المياه بسرعة عجيبة، ولم أستطع أن أذهب إلى عملي في حقل لمدة ثلاث أيام بسبب انقطاع الطريق». واستغرب حسين العطوي من عدم وجود عبارات في بعض الطرق التي تمر ببعض الأودية، وذكر أن تبوك مليئة بالأودية وهذا يعرفه حتى أطفال تبوك، فلماذا لم يتم تدارك مثل هذا الأمر حين إنشاء بعض الطرق. من جهة أخرى، اضطرت عدد من الجهات الحكومية المشاركة في ترقيع بعض الطرق وتوصيلها لعل أبرزها جاء من قائد المنطقة الشمالية الغربية اللواء الركن عيد عواض الشلوي وتحت إشراف قائد مجموعة الإسناد الهندسي الثانية بالشمالية الغربية العميد الركن سالم بن عبدالله الخثري الذي وجه بتشكيل فريق عمل لإنشاء جسرين على طريق حالة عمار وحقل الدولي بالقرب من بوابة تبوك أحد هذه الجسور متحرك ويحمل على دبابة جسور طول جسرها 22 متر وتتحمل حمولة 60 طن والثاني جسر عوارض متوسطة وطوله 9.15 متر وحمولته 60 طن لتأمين عبور المواطنين القادمين من حالة عمار وحقل إلى منطقة تبوك، وقد كان للأفراد المهندسين دور كبير للتشييد والبناء حيث كان لقائد سلاح المهندسين للقوات البرية اللواء الركن عاطف العمري الدور الواضح في التوجيه والمتابعة لفريق العمل من ضباط وأفراد للمجموعة الإسناد الهندسي. من جانبه، أكد أمين منطقة تبوك المهندس محمد العمري أن السبب في عدم جريان تلك الأودية هو عدم وجود عبارات للطرق التابعة لإدارة الطرق وارتفاعها عن منسوب مجرى الأودية، مشيرا إلى أنهم سبق وأن طالبوا إدارة الطرق بتوسيع عبارات (وادي ضبعان). في حين وصف مدير الإدارة العامة للنقل والطرق في منطقة تبوك المهندس خالد الوكيل حديث أمين منطقة تبوك أنه جانبه الصواب تماما ويفتقر إلى الدقة. إدارة الأزمات المهندس العمري أوضح أن تصريح أمين تبوك ليس دقيقا (حسب قوله) لافتا في نفس الوقت إلى أن التصريح كشف عن عدم إلمامه بآليات إدارة الأزمات (حسب وصفه) ففي الوقت الذي من المفترض من كل جهة تعمل بالتعاون مع الجهات الأخرى وفق منظومة واحدة وبروح وحس واحد وبكل ما تملك من إمكانات هائلة وفرتها حكومتنا الرشيدة (رعاها الله) وفق خطط الطوارئ المعتمدة والمبلغة للجميع، يظهر أمين منطقة تبوك ليجير قصور الأمانة والخلل في أداء واجباتها إلى جهة حكومية أخرى.