في مأساة الأحواز التي احتلتها إيران قبل أكثر من مائة عام الكثير من الصور التي تستحق التأمل الطويل أهمها: أن النفط نقمة مثلما هو نعمة فأول منطقة في الخليج اكتشف فيها البترول هي هذه المنطقة وهذا من الأسباب الرئيسية لاحتلالها لذلك يجب أن تدرك الشعوب الخليجية بأن الثروة النفطية قد تجلب الكوارث لأصحاب الأرض مثلما حدث للأحواز قبل مائة عام أو مثلما حدث للعراق قبل 10 أعوام، أما الصورة الثانية فهي موجهة إلى كل أجهزة الاستخبارات العربية التي تواجه التدخلات الإيرانية السافرة والشبكات التجسسية والمليشيات التابعة للحرس الثوري دون أن يشجعها ذلك على الرد بالمثل من خلال دعم إخوتنا في العروبة من الأحواز الذين سلبت ديارهم في وضح النهار ويقاومون اليوم نظاما عنصريا يحكمهم بالحديد والنار. أما الصورة التي تختبئ في أعماقها الكثير من الحكايات المؤلمة فإن المعني بتأملها هم إخوتنا من أبناء الطائفة الشيعية في سائر دول الخليج، حيث لا ينكر عاقل مطالبهم العادلة بحقوقهم المذهبية ولكن كل ذلك لا يعني أبدا أن الحل موجود في إيران، فإيران غير معنية أبدا بشيعة الخليج إلا من زاوية أنهم يعيشون في منطقة غنية بالنفط، فالأحواز شيعة يشتركون مع قادة إيران في المذهب ذاته وكانوا مناصرين للثورة الإيرانية ولكن كل ذلك لم يمنع إيران من سرقة نفطهم ومعاملتهم كمواطنين من الدرجة العاشرة وهي تحاول بشتى الطرق مسح هويتهم العربية وتغيير أسمائهم ومنعهم من التحدث بلغتهم الأم وهي تنصب المشانق بين فترة وأخرى لكل أحوازي يقاوم هذا الاستبداد العظيم. واليوم تحاول إيران تطبيق المنهج العنصري ذاته في جنوب العراق حيث تستغل التعاطف المذهبي للتغلغل في العمق العراقي حتى تتحول مدن الجنوب العراقي إلى ما يشبه الحالة الأحوازية (نخل محروق ونفط مسروق) بل إنها تحتضن زعماء تنظيم القاعدة الذي يعتبر أشد التنظيمات السنية عداء للشيعة وتتركه يفجر المراقد الشيعية كي تعزز الانقسام الطائفي الذي يدفع الشيعة للاحتماء بها فتحصل على ما تريد بأبخس الأثمان، ولو استطاعت – لا قدر الله – استغلال أي خلل والتغلغل في دول الخليج فإن الشيعة بالنسبة لها لن يعيشوا أوضاعا أفضل من أوضاع الشعب الأحوازي المقهور. لن أدافع عن الأنظمة الخليجية فكل دولة لها حساباتها الداخلية التي قد لا تكون صحيحة في بعض الأحيان ولن أصادر حق الإخوة الشيعة في رفض كل ما يرونه مضرا بمصالحهم أو بحقوقهم المذهبية ولكن لدي سؤال بسيط جدا: أيهما أفضل حالا مواطن خليجي من أتباع المذهب الشيعي أم مواطن أحوازي يتبع نفس المذهب التي تدعي حكومة طهران أنها تعمل على أساسه؟، وهل الاختلاف المذهبي في الخليج صنع واقعا مريرا مثل ذاك الذي صنعه التعصب القومي في ديار الأحواز الفقيرة المسحوقة رغم ما تحتويه من ثروات نفطية وأراض خصبة وموقع جغرافي مميز؟!. وأخيرا أود التأكيد بأنني ضد الأطروحات التي تحاول ربط كل المطالبات الصادرة عن الإخوة الشيعة بالتغلغل الإيراني فهذه شماعة ظالمة لايمكن أن أورط نفسي بها فأنا مؤمن بأن الغالبية العظمى من الشيعة لا مجال للشك في إخلاصها وعطائها رغم ما يطالها من أذى بعض الطائفيين، ولكنني فقط أعرض هذه الصورة للتأمل كي يدرك كل حائر أن إيران لا تريد من شيعة الخليج إلا أن يكونوا أحوازا لا يحق لهم حتى تسمية أولادهم بأسماء عربية!. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ،636250 موبايلي، 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة [email protected]