في عمره ال 17 بدأت رحلة (ح) مع الضياع وتعاطي السموم. وجد نفسه يتيم الأب، مفتقدا حنانه وعاطفته وخوفه عليه. ترعاه والدته مع أخ يكبره، فوجد الميدان خاليا من الرقابة فتوغل إلى أصدقاء السوء وتجمعاتهم الليلية في منتزه بري حيث تجمعهم سحب دخان الحشيش. يروي (ح) تجربته ويقول: بدأت علاقتي تتطور مع سيجارة الحشيش فمن رشفة واحدة صرت أستهلك سيجارة كاملة واستمرت الحالة لأكثر من (3) سنوات ولم يكشف أحد أمري، وفي جلسة خمر قبض علي وأودعت السجن لمدة عام وبعد خروجي واصلت التعاطي ودخلت مجال الحبوب المخدرة. لم يتركوني لحالي يواصل (ح) اعترافاته ويقول إن أقاربه ومعارفه اكتشفوا تعاطيه للخمر وحاولوا إنقاذه ولكن بلا طائل.. وشجعوه على الزواج لعل مسؤوليات البيت والأولاد تكف يده عما يفعل وبالفعل تحقق حلم أقاربه واقترن بسيدة فاضلة وترك التدخين والحشيش لفترة شهرين لكن رفاق السوق لم يتركوه لحاله وصاروا يلاحقونه من مكان إلى آخر. وفي ذات ليلة وافقهم بعدما زعموا أنهم يودون الاحتفال به بمناسبة زواجه. يقول (ح) : في تلك الليلة سهرت معهم وعدت إلى معاقرة الخمر وتعاطي الحشيش وعدت إلى المنزل وحاولت زوجتي إعادتي إلى جادة الصواب وستري مما أنا فيه لكني رفضت وقاومت كل محاولاتها وهددتها بالضرب إن عادت لنصحي. بل إنني ضربتها وضربت والدتي تحت تأثير المخدر. أين أمي ؟ عاد الشاب (ح) للسجن أكثر من مرة بعدما رزقه الله بالبنين والبنات وكبر الأبناء والبنات وأنا غائب عنهم بسبب وجودي على فترات متقطعة في السجون حيث أمضيت فترات طويلة من عمري في السجن وكانت والدتي وزوجتي أكثر من يزورونني حتى أتى اليوم الذي زارتني فيه زوجتي دون والدتي لأول مرة.. يقول (ح) سألت زوجتي : أين أمي فقالت إنها انتقلت إلى ذمة الله. وشعرت أن الدنيا ضاقت بي وسقطت أرضا في حالة انهيار فجلست في السجن 4 أشهر أبكي والدتي الراحلة، وعلى تعذيبي لها. وعندما حان موعد خروجي من السجن جاءني أحد المشايخ وسلمني ورقة قال إنها وصية من والدتك أوصتني أن أسلمها لك.. وصية من الراحلة يقول (ح) وسط دموعه: قرأت الرسالة التي كتبتها والدتي بخط يدها، نفس الخط الذي عرفته أيام كانت تراجع معي الدروس. وذكرت أمي في رسالتها أنها تدعو لي ليل ونهار أن يهديني الله، وطالبتني أن أتوب وأعود لصوابي حيث ذيلت الرسالة بكلمة حبيب أمك. وفي تلك اللحظة قررت الإقلاع عن كل المحرمات. وخرجت من السجن إنسانا جديدا يعرف معنى الحياة، وقررت أن أعمل في مجالات بسيطة تكفيني عناء الحاجة، وحاول أصحاب السوء إعادتي لطريق الهلاك لكني عاهدت الله أن لا أعود. ووضعت رسالة أمي نصب عيني وقررت أن أكفر عن ذلك بالزكاة عنها وأداء العمرة عنها وأن أكون ابنا صالحا لها بعد موتها.