حصر المبتعثون أسباب تعثر الطلاب وتسربهم من الجامعة في عدة عوامل، تلخص أبرزها في ضعف اللغة، وعدم إدراك الأنظمة والقوانين في الدول التي يقيمون فيها، والخطأ في اختيار تخصصات لا تنسجم مع قدراتهم ولا مع تخصصاتهم في المراحل السابقة، وكذلك تباين المناهج وطرق التدريس بين الجامعات السعودية وجامعات الدول التي ابتعثوا إليها. وتعليقا على تصريحات وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري بأن نسبة تعثر الطلاب لا تجاوز 2 في المائة.. ناقش المبتعثون أسباب التعثر، محملين الوزارة ذاتها نصف المسؤولية في عدم تأهيل الطلاب وضعف برامج التدريب قبل السفر.. فإلى تفاصيل ما جرى في الديوانية: عكاظ: أشار وزير التعليم العالي في تصريحه عقب الموافقة على تمديد برنامج خادم الحرمين الشريفين إلى قضية تسرب المبتعثين، وقال إن نسبة التعثر لا تتجاوز 2 في المائة.. في رأيكم ما الأسباب التي تقف وراء تعثر المبتعثين؟ وكيف يمكن تجاوز هذه الأسباب؟ زيدان الشمري: في رأيي أن إخفاق المبتعث يكون نتيجة عدم إدراكه لكثير من الأمور التي سوف تواجهه في الدولة التي يبتعث إليها، خاصة في ما يتعلق بالأحكام والقوانين، وتباين العادات والثقافات، والحل أن تجري توعية المبتعثين بالمشكلات المحتملة، وكيفية التعامل معها، وذلك بعقد دورات تتبناها وزارة التعليم العالي قبل سفر الطالب. سليمان القحطاني: عدم تثقيف المبتعثين وتوعيتهم بأهمية الابتعاث الخارجي وفوائده والظروف التي قد تواجه الطالب في بلد الابتعاث ومحطة الوصول هو السبب الرئيسي في تقديري، ومن الواجب على الجهات المعنية تكثيف جانب التوعية والمعرفة بزيارة مدارس المرحلة الثانوية، والجامعات، وطباعة الكتب والإصدارات التعريفية والتثقيفية. بندر عيد: للأسف أن بعض الطلاب يجهل أنظمة الدولة التي يقيم فيها، ويضع نفسه في مشكلات هو في غنى عنها، وتكون هذه المشكلات مع عامة الناس أو مع المرور والشرطة والجوازات، قد تنتهي به إلى القبوع خلف القضبان، ومن ثم ضياع مشروعه الدراسي. اللغة وراء الفشل عكاظ: كثيرا ما يتردد على ألسنة الطلاب الذين يواجهون صعوبة في الدراسة أن اللغة هي السبب الرئيسي لتعثرهم وإخفاقهم.. فما رأيكم؟ بدر الحربي: لا شك أن للغة دورا كبيرا، فغالبيتنا لا يتحدث لغة الدولة التي ابتعث إليها، فنواجه عند وصولنا صعوبة في التعامل والحوار، قد تصل لمرحلة الصدمة والجمود. نزار الأنصاري: صحيح، وبعض المبتعثين لا يستطيع أن يتجاوز معهد اللغة، والسبب أنه لا يملك في جعبته أساسات اللغة، ويمضي في المعهد قرابة عامين دون نتيجة تكفل له مواصلة دراسته في الجامعة، ليجد مصيره محتوما بالفشل. سلطان حادي: من المؤسف أن الطالب حينما يسافر للدراسة قد لا يجيد شيئا في اللغة، وهذا يترتب عليه تأخر في قبوله بالجامعة، لذا من المفترض أن يخضع الطالب لتعليم أساسيات اللغة في دورات مكثفة لا تقل مدتها عن ثلاثة أشهر، بحيث يصبح اجتيازها بنجاح شرطا في القبول في الابتعاث. باتل الباتل: أنا أتفق مع زملائي أن ضعف اللغة يعد من الأسباب البارزة في فشل الطلاب، وهذه المشكلة مشتركة مابين وزارة التعليم العالي والطالب، فلا بد من تأهيل الطلاب لغويا قبل ابتعاثهم، كما تفعل أرامكو حين تبعث طلابها بعد تجاوزهم درجة الايلتس. المناهج وطرق التعليم عكاظ: رصدنا تسرب طلاب متمكنين لغويا، وأرجعوا عدم قدرتهم على الاستمرار لتباين المناهج وطرق التدريس بين المملكة والدول الأخرى.. فما تعليقكم على ذلك؟ سليمان القحطاني: بل هي من أهم الأسباب، إذ تعتمد الدراسة في بعض الدول على التعليم الذاتي بشكل تام، وأعتقد أن الوسيلة المثلى للخروج من هذا المأزق تكمن في تنظيم الوقت بين المكتبة وقراءة الكتب المتعلقة بالتخصص ومتابعة البرامج الداعمة، والتفاعل مع أساتذة الجامعة في الصعوبات والمعوقات، فضلا عن أهمية التسجيل في الحصص الإضافية التي تعتمدها بعض الجامعات من قبيل برامج التطوير الأكاديمي. صالح الأطرش: أنا أتفق معك، فالاختلاف واسع بين التعليم في المملكة والدول المستهدفة في برامج الابتعاث، فنجد أن دور أستاذ الجامعة يقتصر على المعلومة فقط، ويتحمل الطالب البحث عن التفاصيل، لا أن ينتهج مقولة «احفظ الدرس وادخل الاختبار»، وأرى أن يحاول المبتعث الانسجام مع طرق وأنماط التعليم. مفصل التخصص عكاظ: إن تجاوزنا صعوبات اللغة وطرق التدريس .. هل يشكل اختيار التخصص في نظركم عاملا لتسرب بعض المبتعثين؟ صالح القرني: عدم اتخاذ القرار المناسب من الطلاب في اختيار التخصص الذي يتناسب مع ميولهم وقدراتهم يعد أبرز أسباب إخفاقاتهم، بعض الطلاب الذين عاشوا بيننا اختاروا تخصصات تختلف كليا عن تخصصاتهم في المرحلة الدراسية السابقة، وغالبا ما يجد المبتعث نفسه مضطرا لاختيار أحد أمرين، إما التقدم بطلب تغيير تخصصه بما لا يتفق مع سوق العمل في المملكة، أو الإخفاق والتعثر. نزار الأنصاري: في نظري أن الاختيار الخاطئ للتخصص يكون نتيجة عدم وجود التخصص الذي يحمله في المرحلة السابقة، فتجبره الملحقية الثقافية على اختيار تخصص آخر قد لا يتفق مع دراسته في شيء، ذلك فضلا عن إرضاء بعض العواطف في اختيار تخصصات تأمل أسرة المبتعث أن ترى ابنها فيها، كالهندسة والطب مثلا. فهد الرشيدي: بجانب التخصص، هناك مشكلة أخرى تتمثل في عدم معرفة الطالب بكيفية اختيار المواد المناسبة لدراستها في الفصل الدراسي، فتكون لديه خيارات تسجيل أربع مواد، فيندفع بتسجيل ست مواد ذات صعوبة، رغم أنها اختيارية غير إجبارية، فيعيش في حالة من الضغط تودي به إلى مزالق التعثر والرسوب. فواز العماري: عطفا على ماذكره الزملاء، هناك سبب آخر أيضا، وهو عدم تحضير الطالب للدروس والمحاضرات، دون أن يبذل جهدا واضحا لاستيعاب المحاضرة وفهم الدروس، ويتساهل في الترجمة وحفظ المصطلحات.. بندر سعود البقعاوي: الغريب في الأمر أنني وقفت على حالتين لطالبين أخفقا في الدراسة، واضطرا للعودة، حيث كان سبب إقدامهما على الابتعاث هو السفر خارج المملكة، والعيش لسنوات بعيدا عن مجتمعاتهم، فواجها صعوبات في الدراسة لا تتفق مع تساهلهما والأهداف التي من أجلها سجلا في برنامج الابتعاث الخارجي. التوصيات: إخضاع الطالب لدورات مكثفة في اللغة قبل الابتعاث. إحاطته بقوانين وأنظمة الدولة التي يبتعث إليها. إشراف الملحقية في اختيار التخصص للطالب بدقة. تهيئته معرفيا وثقافيا بعادات الشعوب الأخرى. المشاركون في الندوة: صالح محمد القرني دكتوراه في التربية بندر فاروق عيد ماجستير إدارة مالية فهد الرشيدي ماجستير إدارة مالية زيدان صالح الشمري ماجستير علوم هندسية سليمان ذعار القحطاني ماجستير تسويق فواز سعود العماري ماجستير إدارة أعمال بدر عوض الحربي ماجستير إدارة أعمال نزار محمد صالح الانصاري بكالوريوس هندسة كيميائية صالح الأطرش بكالوريوس إدارة أعمال سلطان حادي بكالوريوس إدارة أعمال بندر سعود البقعاوي طالب في معهد اللغة