مدينة جدة بها مكتسبات كثيرة وأهمها الكورنيش الذي يعتبر متنفسا لأهلها، ومقرا سياحيا لزوارها، ومعلما مهما من معالمها، فلا يعقل أن تقام فيها مشاريع ضخمة جدا تصرف عليها مئات الملايين، وتبنى أجمل الأبراج وتقام أفضل أماكن الترفيه والفنادق وعلى أعلى مستوى ومن ثم يأتي المخربون والمخالفون ليعيثوا بها فسادا على مرأى ومسمع منا ونبقى مكتوفي الأيدي دون تدخل إيجابي سريع وفعال. اليوم وعلى الرغم من المشاريع الجميلة والحيوية التي نفذت على كورنيش جدة مؤخرا إلا أن الكورنيش لا يخلو من رمي لأوساخ والقاذورات في الشوارع وعلى الشاطئ، سرقة أو تخريب لبعض ما تم تركيبه على امتداد الكورنيش (مال خاص وعام)، تشويه المنظر بكتابات ورسومات، تواجد كثيف للدبابات البرية والأحصنة دون تنظيم، أصوات الأغاني الصاخبة جدا من السيارات، تخريب للنباتات والزرع، السباحة في الأماكن الممنوعة، باعة متجولون، تسول، زحام، وغيرها من الأشياء الكثيرة التي شوهت كورنيش جدة. لا أبالغ إن قلت بأن هناك من أعرفهم من سكان جدة يتجنبون زيارة الكورنيش حتى لا يصابوا بضيق في صدورهم مما وصلت إليه الأمور. وأعتقد أن الحل الأمثل لضبط هذه المخالفات والتعديات والتخريب الحاصل في الكورنيش هو التواجد الأمني على امتداد الشاطئ بسياراتهم ودراجاتهم النارية وأحصنتهم ومشيا على الأقدام بشكل أكثر بكثير من الموجود اليوم. نعم هذا هو ما ينقص كورنيش جدة التواجد الأمني الكثيف وخصوصا على الأقدام. ولا يكون ذلك إلا بإنشاء قسم شرطة مستقل في الكورنيش فيه كوادر عددية كبيرة ومؤهلة بحيث يكون القسم متخصصا فقط بحماية الكورنيش وحل مشاكله وله صلاحيات واسعة في القبض على المخربين أصحاب الكتابات والرسومات، وتغريم من يرمي الأوساخ في الشوارع وعلى الشواطئ وغيرهم من المخالفين. على النطاق الضيق فإنه لا يوجد أي صرح مهم كسوق تجاري أو منشأة كبيرة تتعامل مع الجماهير إلا وفيها احتياطات أمنية تشمل حراس أمن، كميرات مراقبة، أجهزة وأدوات اتصال وغيرها من الوسائل الأمنية للحفاظ على ذلك المقر، وترسيخ الشعور بالأمن لزواره، وأهم من ذلك تطبيق النظام على من يخالف القانون. فكيف إذا الحال بصرح كبير جدا ككورنيش جدة؟؟؟ ولا بد من الإشارة هنا بأن أغلب الشواطئ العامة في دول العالم بها شرطة خاصة تسعى لتحقيق الأمن والحفاظ على تطبيق القانون حتى تبقى الشواطئ العامة مكانا جميلا يزوره ويستمتع به الجميع. بل إن الأماكن السياحية التي يكثر زوارها في أي دولة من دول العالم لم تصل إلى ما وصلت إليه من جذب للزوار ومحافظة على المعالم إلا بالنظام الحازم الذي يحول دون التعديات ويحافظ عليها من العبث. [email protected]