اشتكى عدد من النساء المعلقات في المدينةالمنورة من هجر أزواجهن لهن وتعليقهن دون أن يقوموا بالصرف على الأبناء والقيام بواجباتهم تجاه أبنائهم وزوجاتهم وأسرتهم، وطالبن بإيجاد عقوبات للزوج الذي يهجر زوجته ويعلقها في حال طلبت الطلاق منه. بداية تقول أم محمد: «بعد زواج استمر أكثر من 20 عاما وكانت حياتنا سعيدة تسير بشكل إيجابي، تغير زوجي بعدها في معاملته لي ولأبنائنا حتى أصبحت الحياة معه أشبه بالجحيم، فطلبت منه الطلاق ولكنه رفض أن يطلقني تجنبا للمشاكل معه، فخرجت أنا وأبنائي من المنزل وسكنت في منزل أهلي وصممت على الطلاق، ولكنه ظل رافضا وتركني معلقة ست سنوات إلى أن تجرأت وقمت برفع قضية خلع له، ولكنه رفض أن يحضر بعض الجلسات التي خصصها القاضي لسماع أقواله والوصول معه إلى حل، وفي آخر مرة قام القاضي بخلعي منه بعد عدة جلسات». إلى ذلك طالبت أم محمد بوضع أنظمة وعقوبات أكثر صرامة على الزوج المستهتر المتغيب، الذي جل اهتمامه إتعاب زوجته وتعطيل أمورها بتعليقها أو هجرها. أما خديجة موظفة بالقطاع الحكومي ولديها ثلاثة أبناء فتقول: «عشت مع طليقي تسع سنوات تجرعت خلالها جميع أنواع الذل والإهانة، إلى أن وصل بي الأمر إلى عدم استمراري معه فتركت له المنزل وذهبت إلى منزل أهلي وطلبت منه الطلاق، وبعدها اختفى ولم أعد أراه أو أسمع عنه شيئا حتى أنه لم يسأل عني أو عن أبنائه، وفي يوم من الأيام فجأة حضر للمطالبة بهم مقابل ورقة طلاقي فرفضت بشدة وصارت بيننا مشادات كلامية، فذهب إلى المحكمة لرفع قضية حضانة الأبناء واستمرت الجلسات لأكثر من عام، حتى استطعت أن أثبت أنه غير صالح لأن يكون زوجا أو أبا لأبنائي، وحكم القاضي لي بالطلاق وبحضانة الأبناء». وتشير خديجة إلى أن هناك العديد من المعلقات اللاتي لا يستطعن دفع المبلغ الذي يطلبه الزوج لمخالعة زوجته، وهذا فيه ظلم للمرأة، خاصة إذا كان زوجها لا يصلح أن يكون زوجا أو أبا. فيما تقول أم أنس: «علقني زوجي أكثر من عشر سنوات وهرب خارج البلاد ولم تفلح الجهات المختصة بإعادته، وبعد أن تم إثبات أنه هارب خارج البلاد استطعت أن أحصل على طلاقي منه غيابيا». مؤكدة أنه لا بد من إيجاد عقوبات رادعة للزوج الذي يهجر زوجته ولا يصرف عليها أو يتركها معلقة، فالزوجة إنسانة وليست مجرد سلعة يتم شراؤها ووضعها في المنزل وتحريكها على مزاج الزوج والمجتمع، فهناك الكثير من المعلقات والمهجورات اللاتي لا يستطعن أخذ حقوقهن إما لخوفهن من المجتمع أو لجهلهن في أمور التعليق والهجر، حتى أصبح الرجل مستهترا في زوجته لا يبالي من أين تأكل أو تشرب أو تصرف على أبنائها الذين أتوا الى الدنيا من صلبه، وتركهم ليعيش في دنيا أخرى غير مبال بهم وغير مهتم لأمرهم. وعلى الجانب الآخر أوضح القاضي بالمحكمة الجزئية بالمدينةالمنورة الشيخ فيصل الشيخ أنه يجب على الزوج أن يصرف على ابنائه وزوجته، ويحق للزوجة المهجورة، التي لا يقوم زوجها بواجباته تجاهها وتجاه الأبناء، أن تقيم الدعوى على زوجها في البلد الذي تقيم فيه في حال كان زوجها يعيش في بلد آخر. أما بالنسبة للمرأة المعلقة فكذلك يجب عليها أن تتقدم بشكوى إلى المحكمة بطلب الطلاق من زوجها مبينة ظروفها، بعد ذلك تقوم المحكمة باستدعاء الزوج وإذا لم يحضر في المرة الأولى، يتم استدعاؤه مرة أخرى، وفي حال لم يحضر يعطى مهلة ويتم النظر في أسباب عدم حضوره، وإذا كان عدم حضوره رفضا منه فهنا تسمع البينة ويتم الحكم غيابيا بتطليق الزوجة منه.