عندما كنت وزيرا للبترول والثروة المعدنية، كان المغفور له الدكتور عبدالهادي طاهر، مديرا عاما للوزارة ومقره في الخبر، ووظيفته استلام الرسائل من أرامكو وإرسالها إلى الرياض لدراستها وإعداد الإجابة عليها وإعادتها إليه فيكتب الرسالة بتوقيعه بنفس الجواب. وأردت أن أتعرف على هذا الشخص فوجدت فيه كفاءة متميزة وألغيت ذلك الأسلوب بالاتصال بأرامكو وقد بدا وكأن من حق أرامكو أن تخاطب الوزير مباشرة. وعند إنشاء بترومين، وجدت أن الشخص الأمثل لإدارتها هو المرحوم، فكان رحمه الله أول رئيس لبترومين؛ فأثبت وجوده وأداءه عند كل من كان حوله وانتقل مقر عمله إلى الرياض. واستمر العمل من حسن إلى أحسن إلى أن ابتعدت عن الوزارة، واستمر رحمه الله في عمله بكفاءة نادرة ولو أردت أن أكتب عنه لاحتجت إلى كتاب، فمثل هذا الرجل لا تكفي في نعيه كلمات قصار ولكن التاريخ فيما بعد قد يسجل عنه ما يستحق. أسأل الله له الجنة، وأن يجعل من بعده من يخلفه ويملأ فراغه.