تسبب غياب الرقابة المشددة من جانب المديرية العامة للمياه في منطقة نجران، والجهات المعنية، بهدر خطير لمياه الربع الخالي، وتحديدا في بئر مياه مركز الأخاشيم، الذي يبعد 03 كلم عن محافظة شرورة، حيث تعمل البئر من الساعة الخامسة صباحاً وحتى الساعة الخامسة مساء والمياه تهدر في وسط الصحراء. ورصد أحد المسافرين على طريق شرورة الخرخير بالصور، هدر مياه المركز في وسط الصحراء، واستفسر من البدو الرحل القريبين من البئر عن المياه المهدرة في الصحراء التي يمكن أن يراها كل من يعبر الطريق، فأكدوا له أن البئر تعمل منذ سنوات من الساعة الخامسة صباحاً وحتى الساعة الخامسة مساء، حيث يقوم مقيم عربي بتشغيل مضخة المياه في الصباح الباكر ويغادر ويعود لإطفائها قبل مغيب الشمس، مشيرين إلى أن البئر تعتبر المصدر الوحيد للمياه لأهل الأخاشيم والبدو الرحل. وأكد المواطن الذي طلب عدم ذكر اسمه، أنه انتظر ليراقب هدر الماء، فكان يشاهد من وقت إلى آخر حضور صهاريج مياه تقف تحت الشيب للتعبئة من البئر وتغادر، متسائلا أين المسؤولون من وضع الآلية التي تضمن عدم هدر المياه، بشكل تعمل في حال توقف صهريج المياه تحت الشيب وتقفل أوتوماتيكيا بعد مغادرتها، أو تكليف موظف سعودي بدل المقيم بتشغيل مضخة البئر وإطفائها بدلا من تركها تهدر في الصحراء. يذكر أن منطقة نجران تعتبر من المناطق المهددة بالجفاف، حسب تأكيدات وزير الزراعة الدكتور فهد بن عبدالرحمن بالغنيم في وقت سابق خلال زيارته إلى منطقة نجران قبل عام، حيث أكد حينها أن منطقة نجران مقبلة على جفاف لا محالة، وقد نشرت «عكاظ» بتاريخ 20/1/1433ه تحت عنوان «بالغنيم: الالتزام بأساليب الري الحديثة يجنب نجران الجفاف». لا جواب «عكاظ» اتصلت هاتفيا بمدير عام المياه في منطقة نجران المهندس صالح هشلان ونقلت إليه ما رصده أحد المسافرين من هدر للمياه رغم التعليمات التي تطالب بترشيد المياه، فطلب خطابا رسميا من الصحيفة يتضمن كل التساؤلات وهو ما تم بالفعل، ولكن لم تتلق «عكاظ» أي رد حتى إعداد الخبر.