كشف ل «عكاظ» أقارب الطفلة ريهام يحيى حكمي (13 عاما) التي أصيبت بمرض الإيدز، إثر نقل دم ملوث لها عن طريق الخطأ في مستشفى جازان العام أن فريقا طبيا فاجأهم بالمجيء إلى منزلهم بعد منتصف الليل ليعيد ابنتهم إلى المستشفى وسط استغراب ودهشة الجميع. وأوضح ابن عم والد الطفلة هاشم حسين ناصر حكمي، وعمها صديق يحيى حكمي، أن طاقما طبيا مكونا من ممرضة وطبيب وسائق إسعاف حضروا منتصف ليلة الأربعاء الماضي إلى منزل الطفلة في قرية مزهرة، ونقلوها إلى المستشفى وسط استغراب ودهشة ذويها، وذلك لعدم معرفتهم بسبب حضور الطاقم الطبي إلى منزلهم ونقل صغيرتهم، وخصوصا أنهم حضروا فجأة دون استدعاء أو بلاغ من ذويها. وأضافا «يبدو أن المستشفى استشعر الخطأ الذي وقع فيه بنقل الدم الملوث لطفلتهم، وحينما توجهنا إلى المستشفى تأكدنا أن الطفلة مصابة بالإيدز»، مشيرين إلى أنها نقلت قبل أربعة أيام إلى مستشفى جازان العام لمعاناتها من أعراض الأنيميا، ورجعت بعدها إلى المنزل، وفي غضون ذلك تدهورت حالتها بسبب الدم الملوث الذي نقل إليها. وحمل هاشم حكمي وصديق حكمي مستشفى جازان المسؤولية الكاملة في إصابة ابنتهم بالإيدز، مطالبين بمحاسبة المتسبب. وأضاف عم الطفلة صديق حكمي أن ترتيبها هو الثاني بين أشقائها، ولها شقيقان مريضان بالأنيميا، وسبق أن توفي آخران بنفس المرض، لافتا إلى أن الأسرة التي تسكن في منزل شعبي متهالك، تعاني من ظروف مادية قاسية، إذ يعمل والدها حارس مدرسة وأمها فراشة. يشار إلى أن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان وجه يوم أمس الأول بالتحقيق في القضية بمتابعة وزارة الصحة، كما أوضح ذلك مدير الشؤون الإعلامية في الإمارة ياسين القاسم. وعلمت «عكاظ» أن الفتاة كانت مصابة بمرض فقر الدم «الأنيميا»، فيما كانت تراجع مستشفى جازان العام بصفة دورية للحصول على وحدات دم لتعويض النقص الذي تعاني منه، واتضح لاحقا أن الدم ملوث بفيروس نقص المناعة «الإيدز»، فجرى نقلها إلى مستشفى الملك فهد المركزي الذي شهد حالة استنفار بتواجد فريق طبي متكامل بإشراف مدير عام صحة جازان. وكانت صحة جازان قد اعترفت في وقت سابق، أمس الأول، بنقل الدم الملوث بالإيدز للطفلة، معتذرة إلى أسرتها. قانوني يسأل: كيف دخل الدم الملوث لبنك الدم المركزي أكد المستشار القانوني الدكتور هياف بن محمد الفويه، أن ما حدث خطأ طبي فادح تتحمل كامل المسؤولية عنه وزارة الصحة وهو يخضع الآن لنتائج التحقيق، معربا عن أمله في ألا يكون خطأ متعمدا، وألا يصبح الامر جناية لا تغتفر تتعلق بروح معصومة حرم الشرع الاعتداء عليها او ايذاءها، وإما ان يكون محض خطأ وهذا لا يخلي مسؤولية وزارة الصحة، متسائلا: كيف دخل الدم الملوث لبنك الدم المركزي، موضحا أن الفرق هو في وجود جناية العمد من عدمه والمتسبب المباشر في تلويث دم الطفلة والقول الفصل في ذلك القضاء الاداري بعد انتهاء التحقيقات وتحديد المسؤولية الفردية داخل الوزارة. صحة جازان: إتلاف عينات الدم المشتبه بتلوثها أوضح ل «عكاظ» مدير الشؤون الصحية في منطقة جازان الدكتور حمد الاكشم أن طبيعة عمل المختبر في المستشفى تسير وفق المتعارف عليه، حيث تؤخذ عينة من كل باقة أو كيس دم، ويوضع عليه أنبوب ورقم الباكورد ثم تترك العينات المجمعة في الباقة، ويأخذها الفني ويقوم بفحص العينات وأي عينة يشتبه بها يتم إتلاف الكيس بالكامل، مبينا أن هناك إجراء احترازيا في مثل هذه الحالات، حيث لا بد من الحفاظ على خصوصية وسرية الحالة، وأن لدى وزارة الصحة برنامجا تعمل به في مثل هذه الحالات، لافتا إلى أن هناك حالات مصابة بمرض الإيدز سبق أن حصل بينها توافق، حيث نجحت عدة حالات مصابة بمرض الإيدز بالاقتران بالزواج، وأنجبت نسبة كبيرة منها حالات سليمة.
قالت إن ما حدث خطأ جسيم .. الصحة ل «عكاظ»: لجنة التحقيق باشرت مهامها وعقوبة رادعة للمتسبب نواف عافت (الرياض) أكد ل«عكاظ» المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني أن اللجنة المشكلة من قبل وزارة الصحة للتحقيق حول حادثة نقل دم مصاب بالإيدز لطفلة في جازان باشرت عملها، أمس، برئاسة مدير عام المختبرات وبنوك الدم، وعضوية استشاري وبائيات ومحقق إداري للتحقق من الأمر، ومعرفة المتسبب في هذا الخطا الجسيم، واتخاذ الإجراءات النظامية والقانونية بحق المتسبب، وتطبيق الإجراءات الكفيلة بعدم تكرار هذا الأمر، وستظهر النتائج قريبا. وأكدت الوزارة أنها ستتخذ أقصى العقوبات بحق المتسبب في هذا الخطأ الجسيم، وأنها بجميع أجهزتها حريصة على تطبيق الأنظمة وحفظ صحة المواطنين والمقيمين، وبخاصة أن شعار الوزارة: «المريض أولا».