رحل صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض أمس إلى جوار ربه إثر مرض عضال ألزمه الفراش في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني لعدة أشهر . وتوفي الأمير سطام وهو الابن الثلاثون للملك عبدالعزيز الذكور عن عمر يناهز 72 عاما قضى منها نحو 45 عاما في العمل الرسمي في الدولة، وكانت أولى محطاته العملية في إمارة منطقة الرياض التي التحق بها عام 1387ه وكيلا لإمارة المنطقة. وتمرس الأمير الراحل في موقعه على مدى سنوات حتى تم تعيينه في 1/7/1399ه نائبا لأمير منطقة الرياض، وساهم قربه من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز خلال عمله أميرا للمنطقة على مدى سنوات طويلة، في اكتسابه خبرة رفيعة في الإدراة والقيادة والحكمة، وكان سندا أمينا لأخيه في هذا الموقع، خاصة في تلك المراحل التي كان الأمير سلمان خارج المملكة، عندما كان ينيبه في إدارة شؤون المنطقة، وآخرها عندما كان الأمير سلمان مرافقا لأخيه الأمير سلطان بن عبدالعزيز (يرحمه الله) في رحلته العلاجية خارج المملكة. وصدر الأمر الملكي في 16/4/1421ه بتعيين الأمير سطام (يرحمه الله) على مرتبة وزير، وفي تاريخ 9/12/1432ه صدر أمر ملكي آخر بتعيينه أميرا لمنطقة الرياض خلفا للأمير سلمان بن عبدالعزيز . وقد نجح الفقيد في إدارة العمل بدرجة شهد بها المقربون منه من منسوبي إمارة منطقة الرياض، إذ أنه كان يتكئ على تخصص إدارة الأعمال، إذ حصل على درجة البكالوريوس في هذا التخصص من جامعة سان دياغو الأمريكية عام 1965م. وكان الأمير سطام بدأ دراسته الأولى في مدرسة الأمراء بالرياض ثم التحق بمعهد الأنجال بمعهد العاصمة النموذجي. كما حصل سموه على الدكتوراه الفخرية من جامعة سان دياغو الأمريكية في27/5/1975م. وحصل الفقيد على وشاح الملك عبدالعزيز من الطبقة الأولى وهو أعلى وسام في المملكة. وعرف عن الأمير سطام بن عبدالعزيز (يرحمه الله) تواضعه الجم وطيب تعامله مع الناس على الصعيدين الشخصي أو العملي، كما أنه كان يتفانى في مساعدة الفقراء والمعوزين، وبحسب المقربين منه كان يتفاعل مع هموم الناس ومشاكلهم بدرجة ملفتة تدهش من حوله، وكثيرا ما تأتيه الاتصالات على منزله أو في مكتبه في الإمارة من أصحاب الحاجات ولا يتوانى في الاستجابة لها مباشرة، ويوصي كل العاملين معه سواء في الإمارة أو في قصره على استقبال مطالب وهموم الناس، واطلاعه عليها أولا بأول حتى ولو كان خارج المملكة. وأكد مصدر مطلع ل«عكاظ» أن الفقيد كان حتى آخر أيامه هو ذاته صاحب القلب الكبير والإنسان المحب لكل الناس، ولم ينس أن يقدم الهدايا للكادر الطبي في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني الذي كان يباشر حالته خلال فترة مكوثه على فراش المرض. ويعتبر الأمير سطام بن عبدالعزيز الشخصية التاسعة التي تولت إمارة منطقة الرياض والثاني عشر حسب تعاقب الأمراء، حيث إن الأميرين نايف بن عبدالعزيز (يرحمه الله) وسلمان بن عبدالعزيز (يحفظه الله) توليا إمارة منطقة الرياض أكثر من مرة، إذ تولاها الأمير نايف لفترتين والأمير سلمان على ثلاث فترات متفرقة.