تكررت أمس في جدة حادثة مماثلة لانفجار الغاز الشهير في الرياض، لكنها كانت على صورة بلاغ كاذب، روجته إدارة الدفاع المدني بالمحافظة بالتعاون مع عدة جهات حكومية، للتعرف بشفافية على مدى الجاهزية في سرعة الاستجابة والتدخل في مثل هذه الحالات لا سمح الله. ولم يعرف أهالي جدة خاصة سكان المنطقة الصناعية والعمال، سر صافرات الإنذار التي دوت بالقرب من إحدى شركات المعدات والغازات الصناعية، في وقت شوهدت آليات الدفاع المدني تهرع إلى الموقع، ترافقها سيارات الإسعاف، الأمر الذي اعتقد حياله الكثير من المتابعين أن أمرا ضخما قد وقع، لكن في الميدان كان العمل مغايرا، فالإصابات فرضية فيما واقع التعامل كان يتم بشكل يكرس التعامل الجاد مع مثل هذه الحالات. واشتملت التجربة على تصور فرضي لتسرب غاز من صهريج وقود مما تسبب في اشتعال النيران، وحدوث حالة وفيات وإصابات مما يتطلب التدخل العاجل لإنقاذ المصابين وتفادي امتداد الأضرار للمنشآت المجاورة. وما ميز التجربة أنها كانت مفاجئة للجميع، فيما تم تعميم الاستنفار على كافة القطاعات المختصة في المحافظة، فدوى صوت صافرات الإنذار، وبدأ نشر التحذير من تسجيل حادثة تسرب غاز كيميائي في أحد المصانع الضخمة في المرحلة الأولى بالمنطقة الصناعية مما استدعى توجيه عشرات وحدات الإطفاء والإنقاذ المصحوبة بآليات السنوركل وفرق الكمامات والوحدات المتخصصة للتعامل مع حوادث المواد الخطرة والكيميائية والتي عملت على تحويل المنطقة الصناعية إلى منطقة معزولة قبل أن تتوغل الفرق المتخصصة إلى الموقع لتباشر مهامها. وتمت عمليات الإخلاء من المصنع منذ الدقائق الأولى من التجربة عن طريق إدارة السلامة والأمن في المصنع والتي تضم مهندسين نجحوا في توجيه الموظفين والعاملين إلى مناطق التجمع المخصصة في مثل هذه الحوادث مع الأخذ بالاعتبار اتجاه الهواء والذي ينقل جزئيات الغاز مما يضاعف الإصابة وهو ما جعل فرق الإخلاء توجه العاملين إلى المناطق الآمنة فيما تعمدت الجهة المعنية عن التجربة عدم تحديد موقعها أو ساعة وقوعها وذلك لقياس سرعة الاستجابة والوصول لموقع الحدث. وأكد مدير الدفاع المدني في جدة العميد تركي بن علوان الحارثي أن التجربة تم الإعداد لها بشكل مفاجئ وغير معلن بعد أن تلقت غرفة العمليات التابعة للدفاع المدني بلاغا يفيد بوقوع حادث تسرب غاز داخل مصنع غاز أعقبه نشوب حريق كيميائي لتتحرك الوحدات وذلك لقياس سرعة التحرك والمباشرة والوصول إلى الموقع. وأبان إلى أنه تم إخلاء كامل الموقع من العاملين وذلك في إجراء احترازي سريع، مضيفا «باشرت في تطويق حادث تسرب الغاز في الوقت الذي باشرت الفرق عمليات إطفاء النيران المفترضة وأعلنت السيطرة على النيران وبدء تشغيل مواتير الشفط والتي قامت بشفط الأدخنة في حين تم تأمين كامل الموقع». وبين وجود لجان خاصة تقيم مثل هذه التجارب وتحدد مدى نجاحها أو فشلها، وقال الهدف من التجربة الفرضية هو الاطلاع على مدى الاستعداد وكيفية التعامل بكل عقلانية وحكمة في مثل هذه الحوادث منعا لحدوث أي حالات تدافع أو إصابة بسبب الخروج الخاطئ والتعامل بكل هدوء، مشيرا إلى أن عدة جهات شاركت في التجربة وساهمت بها. وقال: «جرى اختيار المبنى كونه يقع في منطقة حيوية هامة تعج بالمصانع الضخمة والهامة ونستطيع من خلالها قياس سرعة الانتقال ومدى استجابة الفرق للحادث بالإضافة إلى كيفية التعامل مع هذه الحوادث وذلك لتفادي أي سلبيات مستقبلا». بدوره أكد الدكتور محمد باجبير مدير إدارة السلامة والطوارئ في صحة جدة أنه تم إعلان الحالة الطبية الحمراء على مستوى مستشفيات المحافظة، حيث تم إعلان منطقة فرز أولية في موقع التجربة بعيدة عن اتجاه الرياح فيما تم إرسال الفرق الإسعافية إلى الموقع وتولت عمليات الفرز، فيما جرى تسجيل حالتي وفاة في الموقع نتيجة استنشاق الغاز الكيميائي و9 حالات إصابة متوسطة إلى خطيرة تم نقلها إلى أقرب المنشآت الطبية للموقع وحالتين تم علاجها في الموقع ولم يستدع نقلها. سرعة الاستجابة بين خالد هاشم مالك الشركة التي نفذت فيه التجربة الافتراضية أن التجربة كانت عملية وسجلت نجاحا في أدائها والهدف منها هو قياس حجم سرعة استجابة العاملين في التعامل مع مثل هذه الحوادث الخطرة «تم تخصيص فرق سلامة وأمن للتعامل السليم عند أي حوادث لا سمح الله تم تدعيمها بعدد من المهندسين أصحاب الاختصاص والذين يعملون على تحديد سرعة اتجاه الريح، وبالتالي توجيه العاملين إلى المناطق الآمنة، بالإضافة إلى استخدام وسائل السلامة والإطفاء بالموقع».