تحتل الصناعات التقليدية والحرف اليدوية مساحات كبيرة في تراث الباحة، حتى غدت السمة البارزة في عناصر تأثيث المنازل الحديثة، التي أصبحت تعتمد الطراز القديم في مختلف شؤونها، مع زيادة الإقبال على شراء الموروثات الشعبية من ملابس وتحف وأوان وغيرها. ويعود الفضل في ذلك إلى الأسر المنتجة التي تعمل ضمن نطاقات مجتمعاتها، من خلال استغلال الخامات المختلفة لإنتاج المصنوعات الحرفية، والمشغولة باليد والتي تحتاج إلى جهد عضلي مثل إعداد الأطباق القديمة والحديثة وتعليب المخللات وأنواع البهارات، والتجميل وتصفيف الشعر، وصنع الإكسسوارات وأنواع التحف وخلط العطور وصنع البخور، والأعمال الفنية الجبسية من نحت وتلوين والرسم على الأقمشة، وإعادة تدوير الأثاث المستعمل وأعمال غزل ونسج الصوف «السدو» والتطريز وبيع الخردوات. ولكن تجمع هذه الأسر على ضرورة وجود جهة رسمية ترعاها وتأخذ بيدها. بداية شددت فاطمة الزهراني، التي تهتم بالأشغال اليدوية وتصميم الأزياء وإنتاج الملابس على وجود هذه الجهة الحاضنة، مطالبة بدعم الغرفة التجارية في الباحة. وأوضحت أنها لا تعتمد في عملها على الخامات المحلية البيئية فقط خصوصا أن هذه الخامات لا تتوفر بما يكفي، فتضطر إلى جلبها من خارج المنطقة، وحتى من خارج البلاد. وأضافت أنها تعتمد دوما في تصميم الملابس التراثية من وحي طبيعة المنطقة، فهي ملهمتي في سائر تصميماتي مع امتزاج بعض خطوط الموضة ليخرج التصميم كلاسيكي بروح جديدة، مشيرة إلى أن الداعم في خطواتها الأولى كان صندوق إنمائي منحها مبلغا ماليا، فتح لها بابا للاستثمار في مشروعها الصغير والطموح. ومن جانبها قالت أم ناصر ل «عكاظ» إنها منذ بدايتها في العمل لقيت دعما ماليا من غرفة المخواة، ولكنها تنتظر تخصيص أماكن لبيع منتجاتها في سوق ثلاثاء المخواة بالتنسيق مع البلدية بعيدا عن احتكار رجال الأعمال ودون أن تدفع مبالغ كبيرة نظير ذلك، مطالبة بجهة رسمية لاحتضان الأسر المنتجة في المنطقة. وحول منتجاتها قالت أن منها الأطباق الشعبية، الخبزة الملمومة وقرص الصلاءة، والعيش المحضر من دقيق البر ومختلف أنواع الحلويات. أما أم وصفي، مصممة اكسسوارات فقالت إنها تصنع اكسسوارات الأثاث والزينة من الخامات البسيطة، فيما تصنع الاكسسوارات من الأقراط والأساور واللآلئ والأصداف والخرز الملون والكريستال، والمقص والقواطع المختلفة، والخيوط المكرمية والمعدنية. وأشارت إلى أنها تجد إقبالا كبيرا من الفتيات لأنهن يحرصن على عدم تكرار شكل الإكسسوارات في المناسبات المختلفة. ولا شك أن ما تقدم يؤكد أنه أصبح للأسر المنتجة مستقبل واعد في الإنتاج وعالم التصميم، والبيئة التي تشجع على الإنتاج لابد أن تكون جهة رسمية تأخذ بأيدي المنتجين. دعم رمزي قال عبدالله الزهراني، أمين عام غرفة المخواة ل«عكاظ» إن الغرفة تقدم الدعم للأسر المنتجة، مشيرا إلى أن هذا الدعم يكون تبعا لنوع النشاط وبمبالغ رمزية. وأوضح أن عدد الأسر المنتجة في المخواة نما بشكل مطرد، وفاق ال 06 أسرة، وهذه الأسر بدورها تدعم اقتصاديات المخواة.