أرجعت "شيمة سالم درويش الحربي" تحقيقها جائزة وزارة التربية والتعليم لدرجة التميز عام 1431/ 1432ه ونيل المركز الأول على مستوى مدارس المملكة ومعلماتها إلى رجل التميز الأول خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الداعم الأول للمسيرة التعليمية في المملكة. "الرياض" حاورت "شيمة الحربي" معلمة الرياضيات في المتوسطة السادسة والأربعون بمنطقة "المدينةالمنورة"، وسبق لها نيل عدد من جوائز "التميز" والمثالية على مستوى المنطقة توجتها بنيل جائزة التميز على مستوى المملكة، وفيما يلي نص الحوار. معايير محددة * كيف تم ترشيحك لنيل جائزة التميز على مستوى المملكة؟ وما آلية اختيار المعلمة المتميزة؟ - تم ترشيحي على عدة مراحل، بدءاً من المدرسة، ثم على مستوى مكتب التربية والتعليم، وعلى مستوى إدارة التعليم، وانتهاء بترشيحي على مستوى المملكة، والتقديم على الجائزة متاح لجميع المعلمين والمعلمات في كافة مدارس المملكة من دون تمييز، ولكن هناك قائمة من المعايير وتتكون من سبعة مجالات، تضمنت 25 معياراً تشمل جميع الممارسات المهنية التي تقوم بها المعلمة، وقسمت المعايير إلى 125 مؤشراً يقيم كل واحد منهم بأربع درجات، وفقاً لأربعة شواهد لكل مؤشر، ويوجد على موقع الجائزة الالكتروني جميع هذه المعايير وشرح كافة المتطلبات. هدف محدد * هل التميز في جميع المجالات؟ أم أنه نابع من حب الشخص لهذا المجال؟ وما العوامل المساعدة على التميز؟ - التميز في أي مجال لا بد أن يكون نابعاً من حب الشخص له، ولكن هذا لا يمنع أن يكون هناك عوامل تساعد على التميز الذي ليس له حدود، طالما تتولد لدى الإنسان العديد من الأفكار الرائعة التي من الممكن أن تحقق له ذلك التميز والنجاح، فالتميز منتج نحن مسئولون عن صناعته، وهناك الكثيرون يستطيعون النجاح ولكن لا يتميزون وأدوات التميز هي إخلاص النية لله تعالى، وتحديد الهدف، والسعي نحو تحقيقه من خلال التعليم والتدريب، والاتقان فيما نقوم به من مهام كما قال رسول الله صى الله عليه وسلم: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه" والاعداد الجيد للوصول إلى النتائج المرجوة. استمرار التميز * ما الرؤية المستقبلية لك بعد هذا الإنجاز؟ - المحافظة عليه والرقي في تطوير أساليب التدريس الفعال والمساهمة بشكل ايجابي في تطوير فكر الطالبة من خلال الأساليب الحديثة والمبتكرة في مجال التعليم ومساعدة الطالبات في تخطي الصعاب في المادة العلمية والمساهمة في رقي المجتمع التعليمي من خلال البرامج التدريبية وتطوير الذات بشكل ايجابي من اجل رفعة مملكتي ووطني الحبيب، حيث اعمل الآن جاهدة على تبسيط المادة للطالبات وتحبيبهن فيها، وذلك من خلال مشروع جديد "من أجل جيل محب للرياضيات" بإشراف مشرفتا الرياضيات "سلوى جيار" و"اعتماد عويضة". طرائق تدريس متعددة * هل تحددين استراتيجية معينة للتدريس أم تؤيدين طرائق التدريس المتنوعة؟ - لا اعتمد في تدريسي على إستراتيجية معينة حيث هناك كثيراً من الاستراتيجيات وطرائق التدريس المتنوعة، ومن الخطأ تعميم طريقة تدريس معينة لمادة معينة فكل موقف تعليمي يفرض واقعه، ما يمكن استخدامه وتبسيط سماته لإيصاله للتلميذات بأقل جهد وأسرع وقت وأكثر فائدة. الوصفة الناجحة * ما "الوصفة الناجحة" التي تهدينها إلى المعلمات؟ وكيف هي نظرتك لمهنة التعليم؟ - إن الإبداع التعليمي مرهون بقدرة المعلمة على العطاء والإبداع والتفاعل، والتمكن العلمي، وتطبيقها لطرائق التدريس المختلفة حسب المواقف التعليمية، وكل ذلك لا يتسنى للمعلمة تنفيذه إلاّ في ظل إدارة صفية حازمة وناجحة، يكون فيها للمعلمة القدر الكافي من الحكمة، والحنكة، وفي ذات الوقت الاحتواء. والتعليم مهنة سامية لا بد أن تكون متعبة وشاقة لأن الأهداف المرجوة منها لا يمكن تحقيقها بسهولة، بل لابد من بذل قصارى الجهد لنيل ثمارها حقا، ومن ثم جني الثمار بزهرات متفوقات، ويكفي المعلم والمعلمة فخراً ما جاء في السنة النبوية عن الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت، ليصلون على معلم الناس الخير". دمج التكنولوجيا * هل تطالبين بدمج التكنولوجيا في المناهج الدراسة في ظل التطور التقني الحاصل؟ - نعم، فنحن نعيش في عالم تكنولوجي سريع وكل دقيقة هناك معلومة جديدة وتطور علمي جديد وهذا التطور التكنولوجي الهائل لابد أن ينعكس على مجال التعلم والتعليم وكيفية استخدام التكنولوجيا بالتعليم، وعند دمج التكنولوجيا بالتعليم ستحدث ثورة كبيرة في طريقة التدريس بين المعلمة والطالبات، من خلال استخدام الانترنت والتزود بالمعلومات والتوسع أكثر من الكتاب المدرسي المحدود، من أجل خلق جيل قادر على الابتكار والإبداع ويكون لديه الفكر الناقد القادر على الحوار والنقاش. ربط المناهج بالحياة * هل ربط المناهج بالحياة اليومية أمر ضروري لابد أن تتبعه المعلمة؟ - نعم بالطبع، فمن الخطأ أن يتم التركيز في التعليم في معزل عن الحياة اليومية التي يُعنى بها الجانب التربوي، فربط المنهج بالحياة ينمي ميول الطالبات نحو المادة، ويجعلهن مندمجات أكثر في التعلم ويكسبهن الخبرة والقدرة على حل المشكلات التي تواجههن. خلف النجاح * من كان وراء نجاحك وفوزك بجائزة التميز؟ هم في الحقيقة كثر بدءاً بأمير منطقة المدينة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد حفظه الله، ووالدي، وإخوتي، مروراً بزوجي، وعائلتي التي قدمت لي كثيرا، و"د. سعود الزهراني" مدير التعليم بمنطقة المدينةالمنورة، و"د. نورة البقعاوي" مكتب الاشراف التربوي في المدينةالمنورة، و"إيمان فهيم"، و"عزيزة العوفي" منسق الجائزة في المدينةالمنورة، و"فاطمة حمزة" مساعد مدير إدارة الجودة الشاملة، ومشرفات قسم الرياضيات بالمنطقة وإدارة نشاط الطالبات بالمدينةالمنورة، و"نوال الذويبي" مديرة مدرستي، وزميلاتي المعلمات.. وأخص منهم بالذكر "مريم سعد الدين" وكافة طالباتي، فالكل أعده شريكاً حقيقياً في النجاح.