ربما يكون الفراغ والدافع أو أن البحث عن التميز الهدف ولكنه في النهاية يبقى هوس الشباب الراكض وراء التجديد والتغيير حتى وإن كان الأمر يتعلق بمركباتهم، حيث أضحى تعديل السيارات والذي اتفق الشباب على تسمية «القطب» وسيلة للاستعراض والتفاخر، ولم تعد حداثة تصميم السيارة هو الفارق كما كان في السابق؛ بل صار الأمر مقترنا بالتعديلات والتغييرات الذي يضيفها صاحب السيارة عليها، فهناك من يغير في ماكينة السيارة لزيادة سرعتها وآخر يعدل في شكلها الخارجي بشكل لافت وأحيانا صارخ لتبدأ بعدها مسيرة الاستعراض نهاية الأسبوع في الطرقات التي تشهد الحركة الأكثر. في جولة على أحد الأسواق التجارية الكبيرة شمال جدة التقت «عكاظ» بمجموعة من الشباب الذين كانوا يستعدون للانطلاق في مسيرتهم الأسبوعية وبحسب حديث عبدالرحمن اللحياني فإن المواكب التي تعبر الشوارع تلتزم الآداب العامة ولا تربك الحركة أو تضايق الآخرين. يضيف اللحياني أنه يدير موقعا الكترونيا أسسه منذ نحو عام يختص بالسيارات وعالم الاستعراض والتزيين وصل عدد أعضائه أكثر من عشرة آلاف عضو، وتابع اللحياني أن لدى مجموعته قناة عبر موقع التواصل الاجتماعي يوتيوب به عشرات مقاطع الفيديو التي يتم رفعها تختص بما ينتجه أعضاء المجموعة ووصل إجمالي عدد مشاهدات القناة لأكثر من مليوني مشاهدة فيما يعمل مع القناة عدد من المصورين الذين يسجلون الاستعراضات وينشرونها في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وأشار بأن كل عضو بالمجموعة يصرف على سيارته بشكل منفرد ويتراوح معدل الصرف بين ثلاثة وأربعة آلاف ريال شهريا. من جهته أوضح محمد الصحفي أن مجموعتهم تضم ما يزيد على 25 شابا يتواصلون بشكل مستمر، ويضيف «نخطط لبرنامجنا باستراتيجية واضحة إذ إن عالم السيارات كبير وممتع رغم تكلفته». وأشار الصحفي إلى وجود أنواع متعددة من التعديل في السيارات وهو ما يسمى (التبريز) ويتم من خلاله إبراز إطارات السيارة إلى خارج هيكلها لتعطي بعدا جماليا للسيارة إضافة ل(التغبيرة) وهي رش السيارة بشكل كامل أو جزئي لافتا بأن النوع الأهم في تعديل السيارات هو التعديل في الأبواب واستخدام (الهيدروليك) وهو عبارة عن خزان محمل بالهواء تكون معه يد تحكم تحرك السيارة في اتجاهات مختلفة وتبلغ تكلفته 13 ألف ريال، مشيرا بأنه دفع أكثر من 85 ألف ريال لتعديل سيارته لتتوافق مع رغبته. وتحدث محمد الزهراني من أعضاء المجوعة بأنه صرف على سيارته أكثر من سبعين ألف ريال لتعديل الأبواب وتغيير كثير من ملامحها، مضيفا بأنهم يشاهدون نظرات الإعجاب في عين كل من يرى استعراضاتهم ونبحث من خلال هذه الهواية عن الشهرة ولا ينقصهم سوى الدعم والتواصل معهم لاحتضان موهبتهم وإنشاء نادٍ خاص بهم، لافتا بأنه يقوم بصيانة أسبوعية تكلفه أكثر من ألف ريال وأخرى شهرية تزيد على 4 آلاف ريال للتأكد من سلامة السيارة وجاهزيتها. بدوره أبان عبدالله الدوسري أنه يملك سيارتين إحداهما للاستعراض والخروج في المناسبات التي يتم الاتفاق فيها والأخرى للاستخدام الشخصي وذلك بسبب صعوبة السير بها في الظروف العادية خاصة إذا كان التعديل يطال اغلب أجزاء السيارة وذكر بأن تكلفة الإنفاق على سيارته بلغت 60 ألف ريال. وأضاف الدوسري بأن تعديل السيارات لا يكون إلا في الورش التي لا تثق سوى في العميل المتواصل معها ويتردد عليها فقط، مؤكدا وجود شباب قادرين على التعديل والتركيب والتصليح بشكل كامل دون الاعتماد على أحد إطلاقا. وبدوره يشير سلطان الصحفي وهو طالب جامعي بأن هذه الهواية كبرت معه منذ زمن ويصرف مكافأته الدراسية بشكل شبه كامل على سيارته لتصل مصروفاته عليها الى 40 ألف ريال، مؤكدا بأنهم يقومون بمخاطبة الجهات ذات العلاقة حين يريدون الذهاب إلى الأسواق أو الحدائق أو الأماكن العامة. وزاد الصحفي بأنهم حاولوا الوصول الى شراكات مع عدد من القطاعات الخاصة لدعمهم بدون جدوى لافتا بأنهم ذهبوا الى الرئاسة العامة للرعاية الشباب وأيضا بدون فائدة تذكر. وبين بأن يوم الخميس هو اليوم الأسبوعي المحدد للخروج كمجموعة إضافة إلى العروض الأسبوعية التي نقوم أحيانا بتنظيمها أو حين يتم توجيه الدعوة إلينا وتابع بأن المناسبات الوطنية هي الأكثر أهمية بالنسبة لهم إذ يكون الاستعداد لها أكثر وبشكل مختلف. وأوضح محمد العمري بأن التنافس مع المجموعات الأخرى يكون كبيرا فالجميع يبحث عن الأفضلية والشهرة وأن يصل اسمه إلى جميع من يمارس هذه الهواية والى الناس لان الشهرة تكون غالبا هي الدافع للقيام بمثل هذه الهوايات، مشيرا بأنهم ينتزعون الإعجاب والتصفيق بل ويقوم كثيرون من المتواجدين بالتقاط الصور لسياراتنا والاستمتاع بها، متابعا بأن المجموعة تضم الموظفين والطلاب وندعم بعضنا معنويا وماديا ووصلت تكلفة تعديل السيارة لما يزيد على 45 ألف ريال. وذكر العمري أن المواقف التي تحدث تكون متوقعة فعند إيقاف السيارة من المرور يتم ضبطها ل15 يوما وغرامة مالية لكن ذلك لا يؤثر في استكمال المتعة بعد خروجها من الحجز. فيما أبان أحمد الزهراني أن تكلفة الأبواب الأمامية لوحدها تصل إلى أربعة آلاف ريال فيما الأبواب الخلفية تتجاوز 5 آلاف ريال قابلة للزيادة بسبب قدرتها على التحرك لأكثر من اتجاه ، فيما يتم تغيير واجهات السيارات بما يزيد على ستة آلاف بدون قطع الغيار.