زفت لجنة رعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم (تراحم) صباح يوم أمس للسجينة آمنة بنت محمد دغريري -55 عاما- في عنبر النساء بسجن جازان العام، بشرى شفاعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والتي توجت بعتق رقبتها من القصاص. عندها تبددت مشاعر الخوف والفزع من حد السيف، واختلطت دموع الفرح بابتسامات الرضا والارتياح على ملامحها، بعد أن زف البشرى لها رئيس اللجنة علي زعله بحضور مدير عام شعبة سجن جازان العام الرائد فيصل الشعبي. وكانت آمنة قد قتلت وافدا يمنيا على كفالتها بعد خلاف بينهما قبل أكثر من ثماني سنوات، وصدر الحكم عليها بالقصاص المؤجل حتى بلوغ قصر المجني عليه، وتمت الجريمة بمساعدة وافد تركي حكم عليه بالسجن 7 سنوات. وأوضح رئيس (تراحم) ل«عكاظ» أن وفدا من اليمن وصل إلى جازان، ضم عددا من مشايخ القبائل والشخصيات الاجتماعية في محافظة ذمار ووكيل المحافظة الشيخ هلال منصور، وتمت مساعي العفو بمشاركة اللجنة المركزية لإصلاح ذات البين بالتعاون والتنسيق مع لجنة تراحم وتحت إشراف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان، حيث أعلن والد القتيل خالد محمد درين تنازله وباقي الورثة عن المطالبة باستيفاء القصاص استجابة لشفاعة خادم الحرمين الشريفين والتي نقلها لهم سمو أمير منطقة جازان وسمو الأمير تركي بن عبدالله. وفي تصريح ل«عكاظ» قالت رئيسة لجنة تراحم النسائية عائشة شاكر «كل ما أود ذكره أن أشكر الله الذي أنعم على هذه النزيلة الصابرة بهذه البشرى رغم سنها وحالتها النفسية بطول مدة مكوثها في السجن مفارقة ابنتها الوحيدة ووالدتها رحمها الله»، مشيرة إلى أنها تستحق هذه البشرى بصبرها وقوة إيمانها وبرها. من جهتها عبرت عائشة دغريري ابنة السجينة عن بالغ فرحتها بشفاعة خادم الحرمين - حفظه الله - وقالت «في البداية أشكر الله عز وجل على ما أنعم به على والدتي، ثم أشكر الملك الإنسان على شفاعته، كما أشكر الأمير محمد بن ناصر أمير منطقة جازان والأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز، ورئيس لجنة تراحم علي زعله وعلي عطيف المكلف بمتابعة القضية من قبل أسرة السجينة، وكل من سعى في تحقيق هذه النهاية السعيدة».