في إحدى ضواحي محافظة مهد الذهب، وتحديدا على بعد 50 كيلو مترا جنوب غرب المحافظة، تقع قرية «صفينة» التي كانت الشاعرة الخنساء تقطنها وتتغنى بها في قصائدها، وقد منح اسم الخنساء تلك القرية التراثية التي تميزها بيوتها الطينية كثيرا من الاهتمام من قبل الزائرين للمحافظة، حيث رسخت الخنساء اسم الصفينة في قصيدتها التي عبرت فيها عن حزنها لوفاة أخيها صخر، ويستحضر عبدالله المطيري الذي يسكن في إحدى القرى القريبة من قرية صفينة قصة الخنساء وأبياتها التي ورد بها اسم القرية قائلا: في عام 612 م قتل هاشم ودريد ابنا حرملة أخاها معاوية، وقامت الخنساء بتحريض أخيها الأصغر صخر بالثأر، واستطاع الأخير قتل دريد انتقاما لأخيه، ولكنه أصيب وتوفي في عام 615 م، وقيل إن الخنساء أصيبت بالعمى من شدة بكائها على موت أخيها. وصخر هو أخو الخنساء من أبيها، وقد وردت قرية صفينة في قصيدتها التي وصفت بها حزنها الشديد على أخيها صخر، حيث تقول: طرق النعي على صفينة غدوة فنعى المعمعم من بني عمر حامي الحقيقة والمجير إذا ما خيف حد نوائب الدهر ولعل النخيل هي أبرز ما يميز قرية صفينة الزراعية، فضلا عن بيوت الطين التي تشي بعمق تاريخ تلك القرية، وقد قال الشاعر الكلابي الذي عاش في عهد بني أمية هذا البيت الذي يدل على ارتباط تلك القرية بالنخيل فضلا عن عراقتها وامتدادها التاريخي: كأن رداءيه إذا قام علقا على جذع نخل من صفينه أملدا من جهة أخرى، طالب الشاعر محمد الوسمي هيئة السياحة بالمزيد من الاهتمام بتلك القرية التي اقترنت باسم الخنساء، وقال: «تعد الخنساء من أشهر شعراء الجاهلية، وقد قامت بكتابة الشعر خصوصا بعد رحيل أخويها. وطغى على شعرها الحزن والأسى والفخر والمدح». قال عنها النابغة الذبياني: «الخنساء أشعر الجن والإنس»، وهذه الشاعرية الفذة جعلتها ترسخ في وجدان كل عربي، ومن هنا نجد أن قرية صفينة اكتسبت مكانة رفيعة تجعل كل زائر للمهد حريصا على التجول فيها، وهذا الاهتمام يجب أن يقابله اهتمام مماثل من هيئة السياحة والآثار.