أبدى عدد من سكان وأهالي حي عتود في محافظة خميس مشيط تخوفهم من تفشي مرض اللشمانيا بينهم، وإصابة أعداد كبيرة من الأطفال والطلاب وسكان الحي بلسعة هذه الذبابة المسماه قديما شعبيا «الآكلة»، حيث إنها تأكل الجلد، وتتسبب في تشوهات مزمنة. وأوضحوا خلال جولة ل«عكاظ» في الحي أن هذه الذبابة التي تعرف أيضا باسم «ذبابة الرمل» منتشرة في حي عتود بشكل كبير وتهدد سكانه البالغ عددهم أكثر من 30 ألف شخص، مطالبين الجهات المعنية بالتدخل السريع لإنقاذهم من هذا الخطر الداهم. وقال عبدالله علي مخفور وسعيد عبالله البسامي من سكان حي عتود إن وباء هذه الحشرة انتشر بشكل كبير في هذه المنطقة من الحي وأصبحت تهدد السكان بهذا المرض الخطير المسمى ب«اللشمانيا» والذي يصيب الإنسان ويتسبب في تشوهات خلقية كبيرة وأعراض مرضية وارتفاع في درجات الحرارة وينتشر من شخص لآخر خصوصا أنه مرض معد ومزمن ويصعب علاجه. فيما قال مسفر سعد القحطاني «إن هذا المرض معروف منذ القدم ولم نر أي وسائل ملموسة لمكافحته، وهو ينتشر بسبب وجود هذه الذبابة وتكاثرها وانتشارها في الأحواش والمنازل المهجورة والأماكن الموبوءة التي تشكل بيئة مناسبة لها»، مشيرا إلى أن هناك أعدادا كبيرة من أبناء هذه الأحياء أصيبوا بهذا المرض، منهم من أصيب بتشوهات مزمنة أو تورم القدمين، داعيا الجهات المعنية في الصحة والبلديات، إلى التدخل السريع لمكافحة هذه الحشرة الضارة وهذا المرض الخبيث. إلى ذلك، قال المصابان بهذا المرض علي سالم ومحمد يعقوب إنهما منذ أكثر من ستة أشهر وهما يعانيان من تشوهات جلدية في اليد والوجه، ودفعا الكثير من الأموال للعلاج الذي يقوم على الحقن بأبر مضادة في مستشفيات عامة وخاصة، وما زالت أعراض المرض لديهما مستمرة. «عكاظ» رفعت مطالب الأهالي إلى الجهات المعنية، حيث قال الناطق الإعلامي لصحة عسير سعيد النقير إنه بعد عرض موضوع هذا المرض على القسم المختص بمكافحة نواقل المرض في صحة عسير، ذكر مدير إدارة مكافحة نواقل المرض الأخصائي علي الشهراني «أن حالات اللشمانيا الجلدية موجودة في حي عتود منذ فترة، وقد لاحظنا تسجيل عدد من الحالات من العام 2008، وعلى ضوء ذلك عقدت عدة اجتماعات مع بلدية خميس مشيط والجهات المعنية بتوجيه من مدير عام الشؤون الصحية ومحافظ خميس مشيط، وتم تنفيذ برنامج متكامل من حينه وما زال مستمرا حتى الآن وقد نتج عنه تخفيض عدد حالات اللشمانيا». وأوضح أن المشكلة الرئيسية لحالات الإصابة هي في الجلوس في فترة الصيف خارج الاستراحات أثناء نشاط الحشرة الذي يكثر من بعد غروب الشمس وحتى منتصف الليل، ويتعرضون للدغ وبالتالي يصابون بالمرض. ولكنه أشار إلى أن عوارض الإصابة لا تظهر عليهم إلا في موسم البرد. من جانبه، قال مدير إدارة صحة البيئة في بلدية محافظة خميس مشيط الدكتور نايف عبدالله الشهري إن هذا المرض وهذه الذبابة منتشران في حي عتود منذ قرابة الأربعين عاما، وقد عقدت مجموعة من الندوات والاجتماعات مع الجهات ذات العلاقة في الصحة والزراعة والبلدية وحتى في المجالس البلدية وتم اتخاذ عدة قرارات وتوصيات في عملية الرش ومكافحة هذه الذبابة، واستخدمت عددا من المبيدات المركزة في الرش ومكافحة الكلاب الناقلة للمرض والقوارض ووضع الطعوم السامة لقتلها «ولكن هناك عوائق كبيرة تقف أمامنا وهي وجود حظائر للأغنام منتشرة بشكل كبير في الحي، وانتشار بقايا جلود الحيوانات حول الأحواش والمنازل المهجورة والقديمة والتي تجد البلدية صعوبات كبيرة في إزالتها. بيئة مناسبة بسبب اعتراضات الأهالي وعدم تعاونهم في رفع مخلفات الحيوانات والأحطاب ومخلفات البناء، التي عادة ما تهيئ بيئة مناسبة لتكاثر هذه الذبابة، أضف إلى ذلك عدم وجود دراسة متخصصة لدراسة المبيدات الأكثر فعالية ضد ذبابة الرمل والتي لا تضر بالبيئة»