أبدى عدد من سكان وأهالي حي عتود في محافظة خميس مشيط، تخوفهم من تفشي مرض «اللشمانيا» بين سكان الحي بعد إصابة عدد كبير من الأهالي وخاصة الأطفال وطلاب المدارس بلسعة ذباب الرمل أو «الآكلة» وهي التسمية الشعبية للحشرة المسببة للمرض، وينتج عنها تشوهات جلدية لدى المصاب وخاصة في الأطراف. وأوضح ل «عكاظ» كل من عبدالله علي مخفور، وسعيد عبدالله البسامي من سكان حي عتود في خميس مشيط، أن الحشرة الآكلة تنتشر في الحي وأصبحت تهدد السكان بتفشي مرض «اللشمانيا» الخطير الذي يصيب الإنسان ويتسبب في تشوهات خلقية كبيرة وأعراض مرضية وارتفاع في درجات الحرارة، وتنتقل من شخص لآخر ويصعب علاجه بسهولة. وأضافوا، أن الحشرة باتت تشكل خطرا على السكان وزوار الحي، وقال البسامي: تترك بقعا داكنة في أماكن الإصابة بعد العلاج. من جهته، قال مسفر سعد القحطاني إن هذا المرض معروف منذ القدم، وهناك جبال وتضاريس وعرة في الحي وفي وادي عتود تساعد على تكاثر انتشار هذه الحشرة، ويجب مكافحتها بتسوية الأرض وإزالة الأحواش والمنازل المهجورة والأماكن الموبوءة، وطالب الجهات ذات العلاقة في الصحة والبلديات لمقاومة ومكافحة هذه الحشرة الخبيثة. وذكر كل من علي سالم، ومحمد يعقوب أنهما أصيبا بلسعة الحشرة الضارة ومازالا يعانيان لأكثر من ستة أشهر من آثار التشوهات الجلدية في الأيدي والوجه ويتم حقنهما بالمضادات الحيوية ولا زالت أعراضها مستمرة في ظل غياب العلاج المناسب لها. إلى ذلك، قال الناطق الإعلامي لصحة عسير سعيد النقير إن حالات «اللشمانيا» الجلدية موجودة في حي عتود بخميس مشيط منذ القدم وليست وليدة اليوم، ولاحظنا تسجيل عدد من الحالات منذ عام 2008م، فعقدت عدة اجتماعات مع بلدية خميس مشيط والجهات المعنية بتوجيه من مدير عام الشؤون الصحية ومحافظ خميس مشيط وتم في حينه تنفيذ برنامج متكامل للمكافحة وما زال البرنامج مستمرا حتى الآن. وأضاف، العلاج متوفر وتتم متابعة الحالات، كما يتم مكافحة الحشرة برش المبيدات، فضلا عن حملات التوعية من خلال مراكز الرعاية، وإذا سجلت أي حالة من قبل المركز الصحي فإنها تحال لعيادة الجلدية في مستشفى الخميس لمعالجتها، علما بأن بيئة حي عتود مناسبة لعيش وتكاثر ذبابة الرمل، حيث تتوفر الجحور في الأحواش المبنية من الحجر، فضلا عن المخلفات الحيوانية بجوار المنازل. بدوره، قال مدير إدارة صحة البيئة في بلدية محافظة خميس مشيط الدكتور نايف عبدالله الشهري إن هذه الذبابة منتشرة في حي عتود منذ 40 عاما أو أكثر، ونظم بشأنه العديد من الندوات والاجتماعات مع الجهات ذات العلاقة، واتخذ عدة قرارات وتوصيات، ولكن هناك عوائق تقف أمامنا وهي وجود حظائر للأغنام في الحي ونشر بقايا جلود الحيوانات حول تلك الأحواش والمنازل المهجورة والقديمة. وطالب الشهري بأن يكون هناك مراكز توعوية وحملات تخييم في منطقة الوباء مكونة من عدة جهات وخاصة وزارة الصحة شبيهة بحملات مكافحة مرض الملاريا وحمى الوادي المتصدع، محاصرة تلك الذبابة والقضاء عليها كليا.