الحديث عن طيبة الطيبة حديث مملوء بالحب مفعم بالذكريات غارق في الوجدانيات تسكب معه العبرات وتتزاحم حوله النسمات. حاولت كما أشرت سابقا خلال زيارتي للمدينة أن ألتقط جزءا من وقتي هناك للقراءة والمطالعة وخصوصا في وقت الصباح المبارك فيممت شطري نحو مكتبة الملك عبدالعزيز المجاورة للحرم الشريف.. وما أدراك ما مكتبة الملك عبدالعزيز فهي حديث خاص وعبق تاريخي مفعم بالعمق والأصالة ورائحة كتبية علمية عريقة. نظرا لما تحويه من كنوز ومخطوطات ونوادر علمية تستحق الوقوف والزيارة. وهي صدى عملي لما يحمله الكتبيون من حب لمدينة الحبيب صلى الله عليه وسلم حيث أوقفوا مكتباتهم الخاصة على طلبة العلم هناك وقد جمعت المكتبة التي وضع الملك فيصل رحمه الله حجر أساسها ثم افتتحها الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله يوم الثلاثاء 16/1/1403ه كونها مكتبة عامة ومركزا للمخطوطات والبحث العلمي. والمكتبة بحكم وقفيتها فهي تتبع لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أسوة ببعض المكتبات العلمية الأخرى. وبالنظر إلى المخطوطات والمجموعات النادرة التي تحتويها المكتبة ندرك القيمة العلمية لها. بل إنها تحوي 1878 مخطوطا إضافة إلى أكثر من (14246) مخطوطا أصليا. كما تضم أكثر من 25 ألف كتاب نادر. أما القيمة والدلالة الأخرى لهذه المكتبة فهي كثرة وتنوع المكتبات فيها تضم ثلاثة وعشرين مجموعة موقوفة منها: مكتبة المصحف الشريف، مكتبة الشيخ عارف حكمت، ومكتبة المحمودية، ومكتبة المدينةالمنورة، ومكتبات مدارس وغيرها من المكتبات الوقفية. والمتأمل لذلك كله يدرك بجلاء وضوح مكانة هذه المكتبة من زوايا عديدة تحتم العناية بها وأن تكون في أبهى وأرقى حلة تناسب الزائرين والمرتادين. إلا أنه من خلال زيارتي للمكتبة شاهدت عددا من الملحوظات التي آمل أن تحظى بالرعاية والاهتمام من قبل معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ وهو خير من يدرك القيمة العلمية والمكانية لهذه المكتبة العريقة وما حباه الله من علم واسع وثقافة عالية واهتمام خاص بالكتب ونوادرها ومخطوطاتها أوجزها بالآتي: أولا: المبنى غير صالح في نظري حاليا للمكتبة ويحتم سرعة التعجيل بنقلها فورا نظرا لمخاطبات الجهات الأمنية المعنية بالسلامة التي أكدت ضرورة وسرعة الإخلاء حفاظا على أرواح الموظفين والزائرين ونوادر المكتبة ومخطوطاتها. وكما علمت من بعض موظفي المكتبة أن البحث جار عن موقع للمكتبة يكون مؤقتا وهذا البحث منذ أكثر من سبع سنوات. وأعتقد جازما أنه لو تم بناء مكان لائق بالمكتبة خلال سنوات البحث تلك لانتهى خصوصا أن المكتبة يتبعها أوقاف والجهة المشرفة أقصد وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد غير عاجزة عن بناء عاجل ومناسب ولائق للمكتبة التاريخية وكذلك تليق بمدينة الحبيب صلى الله عليه وسلم وزائريه. ثانيا: آمل أن تتحول المكتبة كما هي نواتها إلى مركز للبحث العلمي والمخطوطات في المكتبة وهي أهل لذلك بما تحويه من كنوز ونوادر لا تتوفر لأي مكتبة وذلك بالتعجيل بتجهيز البنية الفنية والإدارية اللازمة لذلك. ثالثا: العناية بتزويد المكتبة بالإصدارات الحديثة وكذلك نوادر الكتب عن طريق الشراء والتواصل مع دور النشر والمكتبات في ذلك. وهذا بلا شك مرتبط بتجهيز المكان اللائق للمكتبة. رابعا: العناية بالقسم النسائي في ذلك والاستفادة من تجارب المكتبات الأخرى مثل مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض ومكتبة الملك فهد الوطنية. خامسا: المكتبة تحوي نوادر ومخطوطات يستلزم معها الحفظ اللازم والرعاية عن طريق إيجاد أقسام متخصصة لترميم الوثائق والمخطوطات وإيجاد اتفاقيات وشراكات مع الجهات ذات التجارب الرائدة مثل دارة الملك عبدالعزيز وغيرها. وكذلك إيجاد إدارة للأمن والسلامة لهذه المكتبة ولقد شاهدت بعيني بعض الأفراد المعتوهين الذين يدخلون المكتبة وهم بأوضاع مزرية شكلا ومضمونا بل وقد يسيئون للمكتبة وروراها وموظفيها ولا يستطيع أحد ردهم بسبب عدم وجود حراسات أمنية للمكتبة. وهذا يمثل خطرا محدقا على المكتبة وما تحتويه. ومن هنا فإني أناشد معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ بسرعة تكوين لجنة تعنى بأوضاع المكتبة وتقرير تفصيلي عن حاجتها وأوضاعها وإيجاد الحلول المناسبة العاجلة كذلك والتي يقع على رأسها المكان المناسب لمدينة الحبيب صلى الله عليه وسلم. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 253 مسافة ثم الرسالة