لم تشفع الاستراحات المتعددة والمنتشرة في قرى البقاقير بناوان، والتي يلجأ إليها الهاربون من برد تهامة الباحة، في الارتقاء بمستوى الخدمات، لا على النحو السياحي بل على نحو يسمح للزوار قبل الأهالي باستنشاق هواء نقي، بدلا من الروائح الكريهة النابعة من الحيوانات النافقة في مدخل القرى. وفيما يعترف الأهالي بأن لبعضهم أيادي في تشويه المنطقة، لكنهم يؤكدون أنها أياد فردية تعبث بالمشهد العام في القرى، والتي كان يجب أن تتحول إلى منطقة سياحية، إذا ما عملت بلدية المخواة على الارتقاء بها، لكنها (حسب وصفهم) لم تعرهم أي اهتمام. ويعتبر الأهالي تلاصق النفايات بالبنايات السكنية أمر يكشف نقص الخدمات، ولا يفضح سوء تعامل الأهالي مع النفايات، إذ أنهم لا يعرفون أي موقع لرمي النفايات، وذلك حسب التبرير الذي يطرحه إبراهيم الغامدي، مضيفا: «كنا نتوقع أن تتم مباشرة رفع النفايات من معدات البلدية بصفة يومية لمنع تراكمها مما يتسبب في تلوث الموقع، خاصة في ظل الكثافة العددية للأهالي، وتوافد العديد من الزوار على المنطقة للاستمتاع بطقسها الدافئ في فصل الشتاء، لكن الحال يغني عن السؤال، فالنفايات تغمر الشوارع، ولا أحد يتنفس إلا روائح كريهة، الأمر الذي ينبئ عن انتشار الأوبئة والحشرات». ويعتبر علي سعيد صاحب أحد الاستراحات، ما وصفه بالقصور في متابعة خدمات النظافة هو قشة تقصم ظهور أصحاب الاستراحات الذين يعتمدون عليها في الاستثمار، وفيما نروج لهذه الاستراحات نجد أن من يزورها مرة ربما لا يأتي إليها مجددا، صحيح أن الكل يبحث عن الدفء ولكنه ليس على حساب الهواء الملوث الذي يحيط بالأجواء، مقترحا الحل في تخصيص موقع للنفايات في القرى أو نقلها من الأحياء السكنية إلى مرمي في الأحسبة. لكن مقترح توفير مرمى في المنطقة رفضه رئيس بلدية المخواة المهندس علي عبدالرحمن آل محيا، مؤكدا أن الموقع غير مناسب لإيجاد مرمي للنقيات في مدخل البقاقير . عندها اعتبر علي صالح وأحمد سعيد الزهراني أن الحل في تكثيف تدخل البلدية لنقل المواشي النافقة من القرى إلى موقع آخر ودعم القرى بحاويات إضافية بدلا من الاضطرار للرمي في الشوارع والطرقات بين المنازل، محذرين من بقاء الحاويات الحالية على حالها بعدما ثبت تهالكها بما يعني أنها لا تحفظ ما في جوفها. خطاب تحذير يكشف منصور محمد أن مركز صحي ناوان سبق أن حذر في خطاب رسمي بلدية المخواة من تكدس النفايات أمام المنازل والشوارع، وما تسببه من خطورة على صحة البيئة. ويعلن المهندس آل محيا تجاوبه مع مطالب تأمين الحاويات، حيث تم توفير المطلوب، مضيفا أنه تم تزويدهم بعدد من الحاويات لتوزيعها على الشوارع.