يحبس المصريون أنفاسهم تحسبا لاحتمال وقوع أعمال عنف اليوم في الذكري السنوية الثانية لثورة 25 يناير. ودعت وزارة الداخلية في بيان المتظاهرين إلى الالتزام بأطر التعبير السلمي عن الرأي وعدم التعرض للحواجز الأمنية والاحتكاك بقوات الأمن. واستخدمت قوات الأمن المصرية قنابل الغاز المسيلة للدموع لتفريق متظاهرين بالقرب من ميدان التحرير في القاهرة أمس، عشية ثورة 25 يناير التي تستعد الأحزاب والقوى الثورية المعارضة لإحيائها في الميدان اليوم تحت شعار «إسقاط الإخوان» وسط جدل حول الاعتصام. وحاول عشرات المتظاهرين تفكيك جدار مشيد بكتل أسمنتية في نهاية شارع القصر العيني قرب التقائه مع ميدان التحرير، لفتح الطريق أمام المتظاهرين الراغبين في الوصول إلى الميدان. ورددوا هتافات مناوئة للرئيس محمد مرسي و«حكم الإخوان المسلمين». ورشقوا بالحجارة والزجاجات قوات الأمن التي ردت بإطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع لتفريقهم. وألقى متظاهرون قنابل حارقة على مقر مجلس الشورى. وذكرت وزارة الداخلية في بيان أن ستة من رجال الشرطة أصيبوا في الوجه ومناطق متفرقة من الجسم بطلقات خرطوش أطلقها بعض المتظاهرين. وأضافت أن الأجهزة الأمنية تواصل التعامل مع تلك التعديات بأقصى درجات ضبط النفس، مناشدة المتظاهرين عدم الاحتكاك بالقوات أو التعرض للحواجز الأمنية التي تهدف إلى تأمين المنشآت العامة والخاصة بالمنطقة المملوكة للدولة والمواطنين، والالتزام بأطر التعبير السلمي عن الرأي. وتمكنت قوات الدفاع المدني من السيطرة على حريق محدود شب في ملحق المجمع العلمي، بعدما ألقى متظاهرون زجاجات حارقة على الملحق في الاشتباكات التي أدت إلى إصابة 3 ضباط برتبة عميد و3 مجندين. وأكد ممثلون للقوى المعارضة في تصريحات ل«عكاظ» أن الاعتصام في ميدان التحرير عقب التظاهرة المليونية اليوم وارد، مشيرين إلى أن قرارات الاعتصام السابقة لم يكن مخطط لها وإنما كانت وليدة اللحظة. وقال المهندس باسل عادل القيادي في حزب الدستور إن القوى السياسية والثورية ستعقد اجتماعا مشتركا في ميدان التحرير مساء اليوم للتوصل إلى اتفاق بهذا الشأن، مضيفا أن الاتجاه السائد هو الاعتصام بالميدان من أجل استكمال أهداف الثورة، والمطالبة بوقف مشروع التمكين لجماعة الإخوان المسلمين في أجهزة ومؤسسات الدولة، والمطالبة بإقالة حكومة هشام قنديل. وقال محمد البرادعي القيادي في جبهة الإنقاذ المعارضة أن الثورة ما تزال مستمرة للمطالبة بدستور يجمع شمل المصريين، بينما أشار حمد ماهر مؤسس حركة 6 أبريل إلى أن اليوم سيكون موجة ثورية جديدة تثبت للإخوان أن قوة أخرى تستطيع الوقوف ضدهم. من جهتها، قررت جماعة الإخوان المسلمين عدم إرسال مؤيديها إلى ميدان التحرير اليوم، ما يحد من احتمال وقوع مواجهات بين المتظاهرين. وحذر حزب الحرية والعدالة المنبثق عن الجماعة المتظاهرين من اقتحام قصر الاتحادية «مقر رئاسة الجمهورية» في ضاحية مصر الجديدة. وأعلن الدكتور محمد إبراهيم وزير الآثار المصري عن تشكيل غرفة عمليات خاصة برئاسته لمتابعة الأوضاع الأمنية وحماية المواقع والمتاحف الأثرية بمختلف المحافظات تحسبا لأي أعمال فوضى أو شغب قد تحدث اليوم، وذلك بالتعاون مع شرطة السياحة والآثار.