ما كاد عريس سجن الطائف عوض عيد الحربي يتنفس الصعداء أمس بعد أن أعلن أصحاب الدم التنازل عن القصاص مقابل دية قدرها 27 مليون ريال بشرط أن تدفع خلال أربعة أشهر حتى بدأت تطوقه الهواجس عن كيفية تأمين المبلغ المطلوب شرطا للتنازل، بعد أن أمضى 18 عاما خلف القضبان في انتظار تنفيذ الحكم. يذكر أن العفو المشروط (حصلت «عكاظ» على نسخة منه) ينص على أن التنازل مقابل 27 مليون ريال تسلم خلال أربعة أشهر تبدأ من تاريخ 29 شوال الجاري وتنتهي في 29 صفر من العام المقبل، وفي حال عدم اكتمال المبلغ يعتبر التنازل لاغيا وينفذ القصاص، أما في حال اكتماله فيتم التنازل شرعا. السجين الحربي ظل طيلة سنوات سجنه ينتظر بلوغ (راشد) ابن القتيل سن الرشد، وبعد بلوغ الابن اصطدمت مساعي الصلح برفضه التنازل رغم تعدد المحاولات والتي كان آخرها قبل شهرين. وصباح أمس تجددت مساعي الصلح، إذ وافق الشاب راشد وأسرته على التنازل المشروط. وعبر السجين الحربي عن فرحته بهذا العفو مقدما الشكر لابن القتيل وأسرته ومناشدا في نفس الوقت أهل الخير بمساعدته في تأمين مبلغ الدية وعتق رقبته بإطلاق سراحه وخروجه لرعاية زوجته وطفلته (أمل) التي تبلغ من العمر سنتين ونصف السنة. وكان الحربي قد احتفل بزفافه داخل السجن في شوال من العام 1428ه، إذ ارتبط بكريمة زميله في السجن والذي نفذ فيه القصاص بعد زواج ابنته بأشهر، فيما رزق الحربي بمولودته أمل والتي ما تزال في المهد. يشار إلى أن «عكاظ» سبق وأن نشرت تفاصيل قضية السجين الحربي، وتابعت مراسم عقد قرانه وزفافه داخل السجن، ومساعي العفو على مدى السنوات الماضية.