تنطلق اليوم بوادر موسم الشبط الثاني، أو ولد ابن المربعانية الشقي كما يطلق عليه العامة وتبلغ مدته 13 يوما وفيه تبدأ النخيل البواكر في الطلع وتتزاوج العصافير وتورق الأشجار. وأوضح الباحث الفلكي عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك الدكتور خالد الزعاق بأن البرد في نهاية موسم الشبط الثاني يبدأ في الانحسار تدريجيا، الأمر الذي يجعل الماء يكثر جريانه في غصون الشجر وتبدأ أوراقها بالظهور، كما قال «أول الشبط محرق وآخرها مورق إذ تحرث الأرض الزراعية وتسمد كيماويا، وفيه تتزاوج العصافير ويكثر فيه هبوب الرياح ومن شقاوة هذا الموسم أنه يقرع الأبواب، لذا يقال في السجع شباط مقرقع البيبان، إلا أن برده لا يدخل في المنازل كحال برد المربعانية». وقال الزعاق «من المعلوم أن الجزيرة العربية تتأثر بالعواصف الثلجية التي تنتاب أوروبا بين آن وآخر في فصل الشتاء والتي مصدرها سيبيريا، حيث يستقر هناك مرتفع جوي شديد البرودة ويمتد منه لسان من الضغط المرتفع ليغطي شبه الجزيرة العربية والخليج العربي بصفة عامة ابتداء من أول الوسم ويبلغ ذروته في موسم الشبط وأول العقارب، إلا أن هذا التأثير غير مباشر ويتمثل ذلك بهبوب رياح شمالية باردة ينتج عنها صفاء تام في الجو وزرقة في السماء تتدنى معها درجة الحرارة إلى معدلات حرجة وفي حالات نادرة تنفذ إلينا عاصفة ثلجية إذا تآزر المرتفع السيبيري مع منخفض البحر الأبيض المتوسط كما حصل على منطقتي تبوك وطريف مؤخرا. وكشف الباحث الفكلي بأنه في أواخر الشبط وأول العقارب تتحرك منخفضات نحو الجزيرة العربية مصدرها شرق البحر المتوسط وتتصادم مع الهواء البارد المصاحب للكتل القطبية فتنشأ السحب الماطرة تصاحبها أمطار رعدية وخاصة على شمال المملكة ومن باب الاستئناس تشير التوقعات بأن هناك مؤشرات بحصول حالة مطرية تبدأ من بعد غد على شمال وشمال غرب المملكة.