في يوم غد الخميس الثاني عشر من ربيع الأول دخول النجم الثاني من نجوم الشبط على حسابي المسمى بالبلدة وعند العامة شباط ثاني ومدته ثلاثة عشر يوما وتعقبها العقارب . وهو الطالع الخامس من فصل الشتاء وفيه تبدأ النخيل البواكر في الطلع وفي نهايته يبتدئ البرد في الانحسار تدريجيا الأمر الذي يجعل الماء يكثر جريانه في غصون الشجر وتبدأ أوراقها بالظهور فأول الشبط محرق وأخرها مورق فتحرث الأرض الزراعية وتسمد كيماويا. وفيه تتزاوج العصافير ويكثر فيه هبوب الرياح الشديدة الأمر الذي جعل العامة يسمون الشبط ولد (إبن) المربعانية الشقي ومن شقاوته أنه يقرع الأبواب لذا يقال في الأسجاع (شباط مقرقع البيبان) إلا أن برده لا يدخل في المنازل كحال المربعانية ومن المعلوم أن الجزيرة العربية تتأثر بالعواصف الثلجية التي تنتاب أوروبا بين آن وآخر في فصل الشتاء والتي مصدرها سيبيريا حيث يستقر هناك مرتفع جوي شديد البرودة ويمتد منه لسان من الضغط المرتفع ليغطي شبه الجزيرة العربية والخليج العربي بصفة عامة ابتداءَ من أول الوسم ويبلغ ذروته في موسم الشبط وأول العقارب إلا أن هذا التأثير غير مباشر ويتمثل ذلك بهبوب رياح شمالية باردة ينتج عنها صفاء تام في الجو وزرقة في السماء تتدنى معها درجة الحرارة إلى معدلات حرجة وفي حالات نادرة تنفذ إلينا عاصفة ثلجية إذ تآزر المرتفع السيبيري مع منخفض البحر الأبيض المتوسط كما حصل على منطقتي تبوك وطريف في سالف الأيام ولا يحدث هذا إلا نادراً لأن المنطقتين الجبليتين في كل من إيران وتركيا قلما تسمحان بمرور الهواء السيبيري القطبي البارد خلال فصل الشتاء وما يصل منه إلى المملكة يكون قد خضع لكثير من التغيير الذي يتلخص في درجة حرارته خاصة في الطبقة القريبة من سطح الأرض فيصبح الهواء أقل برودة وفي أواخر الشبط وأول العقارب تتحرك منخفضات نحو الجزيرة مصدرها شرق البحر المتوسط وتتصادم مع الهواء البارد المصاحب للكتل القطبية فتتخلق السحب الماطرة تصاحبها أمطار رعدية وخاصة على شمال المملكة ومن باب الإستئناس تشير التوقعات بأن هناك مؤشرات بحصول حالة مطرية تبدأ من يوم السبت على شمال وشمال غرب المملكة