شيعت جموع غفيرة، ظهر أمس، جثمان الفنان محمد أمان إلى مثواه في مقابر المعلاة، بعد أن وافاه الأجل، فجر أمس، عقب معاناة مع المرض، بعد أن تعرض في السابع والعشرين من شهر محرم الماضي لجلطة في المخ ألزمته السرير الأبيض في مستشفي النور التخصصي بمكة. وقال شقيق المتوفى حبيب أمان ل «عكاظ»: «أصيب شقيقي بعدة جلطات، وكانت الأخيرة هي الأقوى، حيث ألزمته فراش المرض حتى وافته المنية، وبقى قبل الوفاة 20 يوما فاقدا للوعي». وأضاف: «كان رحمه الله حسن الخلق ومحبوبا لدى أصدقائه وأقاربه وتلامذته». من جهته، قال الممثل الكبير محمد حمزة: «تعرفت على الفنان محمد أمان في زواجي، حيث شاركني هذه الفرحة، وحزنت كثيرا عند سماعي خبر وفاته رحمه الله وجعل مثواه الجنة». وذكر صديق الراحل غازي أحمد أن أمان صديق عمره الذي عاش معه أكثر من 30 سنة، مشيرا إلى أن أمان كان يحب تنوع المقامات في ألحانه. وفيما أعرب محمد عاطف عن حزنه لرحيل أمان، أشاد فهد خاطر (أحد تلامذة الراحل) بأسلوبه في الأداء، وقال: «تعلمت من الفنان أروع المقامات حتى أبدعتها، وقد لازمته مدة 15 عاما لم أر منه إلا كل الحب والإخلاص». والفنان الراحل، الذي أفاد طبيبه بأنه توفي دماغيا ليلة الثلاثاء الماضي، يعد وريث كبار نجوم الفن الشعبي في مكةالمكرمة، وتحديدا لوني المجس والصهبة وغيرهما من الألوان التي عرفت في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، وكان من ألمع نجومها عبدالرحمن المؤذن (الأبلاتين) رحمه الله وصالح عمر بالمدينة المنورة وعبدالله شرف وسراج عتيق. وكان الفنان محمد أمان قد تعرض لحادث سير في جدة قبل عشر سنوات تسبب في تلف الكثير من وظائفه جسمه، ومنها عجزه عن الحركة واضطراره لاستعمال كرسي متحرك، وتوالت إصابته طوال فترة الخضوع للعلاج بعدة جلطات، وعمل الراحل أمان مصورا تلفزيونيا في الحرم المكي الشريف لنقل الصلوات، كما أدى الأذان وله أذان بصوته على موقع اليوتيوب، كما شارك أمان في أول أوبريت في مهرجان «جدة غير» عام 2001 م، إلى جانب الفنان عبادي الجوهر وعبدالله رشاد . والفقيد وصديقه الفنان حسن الاسكندراني معروفان بعلاقتهما الاجتماعية، وكان يحرص على مشاركة أصدقائه مناسباتهم الاجتماعية وهو مقعد، وعبر عدد من أصدقائه ل «عكاظ» عن بالغ حزنهم لفراقه، ومنهم الفنان جميل محمود، الملحن عادل الصالح، الفنان غازي باتوبارة، الفنان مدني عبادي، وعميد الأسرة الفنية شاعر الأغنية الكبير إبراهيم خفاجي، الذي كتب ل»أمان» العديد من أغنيات المجسات، ومن أبرزها ما اشتركا في تقديمه في حفل الأوبرا في القاهرة خلال تكريم الفنان سراج عمر، وحفل تكريم الجامعة العربية لرواد الأدب العربي. وحضر مراسم الدفن الشاعر إبراهيم خفاجي والشاعر ياسين سمكري، كما شارك في عزائه أمس كل من الفنان فيصل عبدالمجيد علوي، ومن دبي مدير فرع وزارة الثقافة والإعلام في منطقة مكةالمكرمة سعود الشيخي، والإعلامي فريد مخلص الذي قال إنه علم بالخبر فور الوفاة صباح أمس من سفير خادم الحرمين الشريفين في اليابان الدكتور عبدالعزيز تركستاني. بدورها، تشارك إذاعة البرنامج الثاني (من جدة) بتخصيص حلقة هذا الأسبوع من برنامج «أبواب» عن الفنان محمد أمان، والبرنامج الذي يعده الإعلامي فريد مخلص ويخرجه الزميل محمود إدريس، يذاع اليوم في الساعة العاشرة ليلا، ويعاد في الرابعة من عصر غد الجمعة. من جهته، قال الإعلامي خالد الحسيني: «رافقت الراحل في الدورة الثانية لمهرجان الجنادرية، بقيادة الإعلامي الراحل هاني ماجد فيروزي رحمه الله، وتواصل هذا العطاء لمدى عشر سنوات لاحقة».