يرى الدكتور محمد الخازم أن لدى الشباب ضعفا في مهارات الكتابة المهنية المتعلقة بالتخصص، أو البحثية المتعلقة بكتابة البحوث، أو الكتابة الحرة المعبرة عن الإنسان ورؤاه وأفكاره، وأن هذا الضعف بكل التخصصات، ويحيل أسباب هذا الضعف لاختلاف أساليب التعليم الجامعي الذي يرتكز على طرق لا تنمي مهارة الكتابة طيلة أيام الدراسة، إذ تستخدم في الواجبات والاختبارات استخدام الأسئلة الاختيارية، وتتجاهل الواجبات والأسئلة التي تتطلب مهارة الكتابة والشرح. ويدعم فكرته بما حدث من مدير جامعة «هارفارد» الذي طرح سؤالا: «ماذا نفعل في هارفارد من إيجابيات وسلبيات لطلابنا في المرحلة الجامعية، وكيف نحدث التغيير؟». وبعد دراسة علمية، خلصوا إلى أن مهارات الكتابة تعتبر إحدى أهم المهارات التي يحتاج الطلاب إلى تطويرها، وعلى ضوئها تم بحث أساليب تطوير الكتابة لدى طلاب الجامعة، وبالتأكيد تكثيف كتابة البحوث كان أهم الحلول، ولكن هل مشكلة جامعة «هارفارد» تشبه مشاكل جامعاتنا، حتى نضع المشكلة الأولى لدينا تعلم مهارة الكتابة، فنعيد كتابة البحوث بما فيها بحث التخرج من الجامعة الذي بدأ ينقرض؟ بالتأكيد، جامعة «هارفارد» لا يوجد أمام مبناها مكتبات وضعت على أبوابها لوحة كتب عليها «لدينا بحوث علمية» للبيع، كما يحدث أمام جامعاتنا علنا، فمثل هذا الأمر يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون، قبل أن تعاقب عليها الجامعة التي لديها أيضا برنامج «كمبيوتر» يكشف إلى أي مدى البحث المقدم من الطالب عمل عليه بجهد، أم سرق من بحث آخر قديم تم نشره؟ صحيح أن الكتابة وسيلة تعبير وتواصل وتفكير وتحليل واستنتاج وتطوير مفاهيم، ولكن هل الأزمة لدينا هي أزمة كتابة مع تكرار الكتابة وتغيير الأسئلة الاختيارية سيتعود طالب الجامعة وتحل المشكلة، بمعنى أن التعليم صنع عقلا علميا يستطيع التحليل والاستنتاج، لكنه لم يدرب على نقل أفكاره على الورق، أم أن أزمتنا فكرية، وجامعاتنا لا تصنع العقل العلمي القادر على كتابة البحث العلمي؟ هذا السؤال يمكن لوزارة التعليم العالي طرحه على 130 ألف مبتعث يدرسون في الخارج، ليجيبوا عليه بعد أن اختبروا جامعات أخرى، وإجابتهم ستدل الوزارة على أزمة جامعاتنا، هل هي كأزمة «هارفارد» أم أزمتها فكرية أدت لأزمة كتابة؟. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة