مهارات الكتابة والتحرير البحثية وغير البحثية سواء باللغة العربية أو الإنجليزية متواضعة جداً لدى طلابنا، وللبحث عن الاستفادة من بعض التجارب العالمية في هذا الشأن أطرح نموذجين لتطوير مهارات الكتابة لدى الطالب الجامعي. النموذج الأول والذي انبثق من الفريق الذي شكلته جامعة هارفارد عقب سؤال مديرها عام 1086م، ماذا نفعل في هارفارد من إيجابيات وسلبيات لطلابنا في المرحلة الجامعية وكيف نحدث التغيير؟ ذلك الفريق الذي شمل 24كلية وأكثر من 70عضو هيئة تدريس خلص إلى أن مهارات الكتابة اتت في احد أهم المهارات التي يحتاج الطلاب إلى تطويرها، بل إن الطلاب اشاروا إلى حاجتهم إلى تقوية مهارات الكتابة لديهم ثلاثة أضعاف أية مهارة أخرى. فماهي الخطوات السهلة وغير المعقدة التي اتخذها أساتذة هارفارد لتطوير مهارات الكتابة لدى طلابهم، واصبحت طريقة شائعة لدى كثير من الجامعات والاساتذة؟ المعتاد هو أن يطلب من الطالب تعديل البحث أو الواجب الكتابي الذي يمنح له، لكن هذه الطريقة تم استبدالها بتعليمه كيف يجري التعديل أو التطوير للورقة التي قدمها، سواء مباشرة عبر مناقشة ومشاركة مباشرة بين الاستاذ والطالب أو عبر مجموعات دراسية صغيرة يشارك بها مجموعة من الطلاب الذين يجتمعون لمناقشة ابحاث بعضهم البعض. الطريقة التي أصبحت شائعة في هارفارد تتمثل في طلب الاستاذ من الطالب توزيع ورقته على بقية الطلاب لقراءتها وإبداء الملاحظات عليها. لقد وجد أن الطالب يحرص على تحسين كتابته حتى لايصاب بالحرج من زملائه ووجد أن الطلاب يتشاركون في التعلم من بعضهم البعض بشكل مفيد جداً، من مبدأ ان افضل حالات التعلم هي حينما تحاول تعليم الآخرين. هذه العملية البسيطة لم تطور مهارات الكتابة فقط بل مهارات الحوار والنقاش وتقبل أفكار الغير وقللت عملية اعتماد الطلاب على الغير في كتابة بحوثهم واعمالهم، لأن الطالب اصبح مطلوباً منه الدفاع عن ما يكتبه أمام زملائه وليس فقط مجرد تقديم البحث في غلاف جميل إلى استاذه. النموذج الثاني الذي نراه مطبقاً في غالبية الجامعات الكندية وبعض الجامعات الأمريكية يتمثل في وجود مركز يسمى بمركز الكتابة يساعد الطلاب على تصحيح أو تحرير أوراقهم وابحاثهم عن طريق حجز موعد بالمركز يجلس فيه الطالب مع أستاذ اللغة فتصبح المراجعة عبارة عن حلقة نقاش وتعليم بشكل منفرد أو جماعي في الكتابة وليس مجرد تسليم البحث إلى أحدهم لتصحيحه نيابة عن الطالب. غالبية تلك المراكز تقدم خدماتها مجاناً ويعمل بها اساتذة اللغة وطلاب الدراسات العليا والباحثون.