عاش أهالي مخطط حي الخضراء بمكةالمكرمة في حالة من الاستغراب وهم يتساءلون عن تأخر مشروع الصرف الصحي وشبكة المياه وهي المعاناة التي فاقمت همومهم لأكثر من 20 عاما، ما دعاهم إلى طرح السؤال والاستفهام طوال تلك المدة حيث يواجهون -كما قالوا- استنزافا ماديا وهدرا اقتصاديا من جيوبهم مقابل شراء ناقلات المياه للشرب أو الصرف الصحي. وأضافوا انه لم يعد في وسعهم تحمل مزيد من الاعباء المالية، في الوقت التي تسعى شركة المياه الوطنية لإطلاق مشروع الصرف الصحي وشبكة المياه لكافة أحياء العاصمة المقدسة. في المقابل يرى المهندس محمد صديق الفتني مدير قطاع المياه والخدمات في شركة المياه الوطنية في مكةالمكرمة أن إدارته تعمل بجد ومثابرة لحل الإشكالية، وذكر في تصريح ل«عكاظ» أنه تم الانتهاء من عدد من العقود في مشروع خدمة المياه بحي الشرائع حيث تم الانتهاء من عقد (8 أ) الذي يخدم أهالي المخططات (1 و2 و9 و4) وشرائع المجاهدين، مبينا أن له ثلاث سنوات تحت التنفيذ، وبه أكثر من 6 آلاف توصيلة منزلية تمت خدمتها، أما المشروع الثاني الذي يخدم المخططات (3 و7 و10 و12) وشرائع الخضراء، فتم الانتهاء من مخطط 3 وتم اطلاق المياه إلى المنازل، وأما المخططات الباقية فإنه يجري تنفيذها وسوف تصل المياه خلال الشهرين القادمين إلى المنازل، مؤكدا أن إمدادات شبكة المياه لمخطط الشرائع في مكةالمكرمة من أجود الأنواع ومطابقة للمواصفات الفنية العالمية. حيرة السكان الى ذلك، قال عطية المالكي إن مخطط الخضراء ضمن مخططات الشرائع وهو أقدمها وأقربها إلى الحرم المكي الشريف، ومع هذا يعاني من نقص حاد في المشاريع التنموية، مشيرا إلى أن خدمة الصرف الصحي وشبكة المياه خدمتان لا غنى عنهما بل تعتبران من أهم المشاريع الحيوية. وأشار خالد الحارثي إلى أن العطش أنهك أهالي الحي، ما جعلهم يعتمدون على صهاريج لخدمتهم، مبينا أنها استنزفت جيوبهم بشكل ملحوظ بسبب العمالة الوافدة التي سيطرت عليها حتى وصل سعر الصهريج الواحد إلى 300 ريال «ومعاناتنا تتفاقم في موسمي الحج ورمضان حيث يصل سعر الصهريج إلى مبالغ خيالية». تجاوز الخضراء يطالب الحارثي الجهات المختصة بإيصال شبكة المياه إلى الحي، مستغربا في الوقت نفسه من تخطيط شركة المياه الوطنية في مشاريعها لبعض المخططات وتجاوزها البعض الآخر دون مبررات، حيث إن مخطط الخضراء من أقدم المخططات في حي الشرائع.