هكذا هم الأخيار في ثباتهم وإيمانهم بالعدالة في بلادهم.. وهكذا هن التقيات المؤمنات الصادقات العاملات من أجل نهضة ورقي مجتمعهن. كن يدركن منذ البدء أنهن في مجتمع التكاتف والتعاضد والمحبة والعدل سينلن حقوقهن مثلهن مثل الرجال.. لم يتذمرن ولم تضق صدورهن.. لأنهن كن دائما في قلب وعقل ولي أمر هذه الأمة ورمز عزتها وكرامتها الملك الرحيم العادل عبدالله بن عبدالعزيز. نحن في هذا البلد رجالا ونساء نعرف أن طريقنا إلى المجد والبناء لن يتأتى إلا بالعمل والجهد والصبر والأمن والاستقرار. من أجل هذا كانت المرأة في هذا الوطن قادرة على أن تقف جنبا إلى جنب مع الرجل يبنون معا صروح العلم والنهضة الشاملة في كل أرجاء البلاد. لم تكن المرأة قط في عزلة عن تطور المجتمع ونهضته.. وكانت موضع فخرنا.. وعزتنا.. وأنشودة الأرض التي عرفت جهدهن وعملهن.. وهن «يسربن» سنابل القمح في حقول ومزارع بلادهن في تهامة والقصيم والأحساء وتلال نجد. كلنا نعرف أن أمهاتنا.. وجداتنا كن يقفن مع نبت الأرض وخيرها يزرعن ويحصدن ويتسامقن علوا كالشجر.. وما كان الحناء والخضاب يزين أكفهن وحده بل كانت دماء أكفهن التي تعمل هي الخضاب.. وهي زينة المجد والعمل. وعندما فتحت مدارس البنات قبل أكثر من خمسين عاما دخل الوعي من الباب وهرب الشيطان من النافذة، وتنورت العقول والمفاهيم وسرعان ما تفتحت الزهور.. وامتلأت المدارس والجامعات وتخرجت الطبيبات والمدرسات والمهندسات والعالمات في كل مجال، وفتح لهن ولي الأمر أبواب الدنيا وجامعاتها لينلن العلم والمعرفة في برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث.. واحتلت المرأة في بلادنا مكانتها المرموقة في كل مجالات الحياة.. وإذا كنا نحتفل اليوم ونفخر بوصولها إلى مجلس الشورى وصدور الأمر الملكي السامي بتعيين ثلاثين عضوة في المجلس وفيهن العالمات والناشطات والخبيرات والمتخصصات في العديد من العلوم.. فلا بد أن نتذكر معا كفاح أمهاتنا الأوائل وصبرهن وانتصارهن على تعب السنين.. ومن كرمن اليوم هن ثمرة من عملن بالأمس البعيد من أجل نجاحهن.. ومن منا ينكر فضل أمهِ عليه؟ .. ولا أزيد. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 254 مسافة ثم الرسالة.