أرجع مختصون ومهتمون بالتسجيلات الإسلامية احتضار الكتب والأشرطة الإسلامية لانتشار الإنترنت والقنوات الفضائية قائلين: «ساهمت هاتان الوسيلتان في صرف المرتادين عن محلات التسجيلات الإسلامية عما كانوا عليه سابقا». وأوضحوا أن افتقار منتجات هذه المحال إلى التقنية العالية كمثيلاتها من القنوات الفضائية ساهم في الإحجام عنها، كما أشاروا إلى أن الافتقار إلى الحصرية قلل من المرتادين للمكتبات الإسلامية. ونوهوا بأن أكثر ما روج للتسجيلات سابقا هم الأطفال، لكن القنوات التي باتت تهتم بهم وتعرض المنتج لهم في قالب جذاب صرفت النظر عن سوق التسجيلات. ووصف مشاركون عودة التسجيلات الإسلامية بالمستحيل نظير التطور الذي تواكبه القنوات. وعدد المشاركون بعض مساوئ غياب التسجيلات كعدم اقتناء الأسر لبعض كتب الأطفال المتواجدة في هذه المحال وهذا أسهم في قلة معرفة الجيل الجديد، مشيرين إلى ضرورة عودة هذا النشاط التجاري لا باعتباره تجارة بل لكونه مصدرا للتعلم في فترة ماضية. انصراف الجمهور ويشير أحد البائعين في هذه المحال (م. ق) إلى أن الانصراف عن سوق التسجيلات بلغ ال 75% قائلا: «سوق التسجيلات الإسلامية بات يحتضر لانصراف الجمهور للقنوات». وبين أن سهولة حصول المتلقي للمنتج عبر القنوات أثر على التسجيلات، إذ لم يعد يحتاج لمحال التسجيل، إضافة إلى أن القنوات باتت تقدم المنتج بالصوت والصورة وهذه التقنية تتعارض أحيانا مع محال التسجيلات التي تعتمد في بعض منتجاتها على الصوت فقط. وذكر أن فئة الأطفال التي اعتمدت في فترة سابقة على الكاسيت في استماع موادهم باتت لا تهتم بمحلات التسجيل، لكن حرص القنوات على عرض جديدها أولا بأول وبأسلوب شيق أفقد محال التسجيلات حصريتها التي تمتعت بها في سنواتها الماضية. واعتبر فرصة عودة سوق هذه المحال إلى وهجها بات ضعيفا في ظل تطور تقنية القنوات، منوها بأن التسجيلات باتت محتكرة على راغب الاستماع في سيارته أما المنازل فلم تعد للتسجيلات مكانا سوى ما ندر. وعن أكثر المنتجات إقبالا أوضح أنه الإنشاد، تليه التلاوات القرآنية لأشهر الأئمة أو القراء، تعقبها المحاضرات الدينية التي انتهت وبشكل ملحوظ ولم يعد يحرك نبضها سوى بعض كبار الدعاة. وأوضح أن هذه التجارة لم تعد في جدول حسابات الكثيرين. انتهاء الموسم إلى ذلك، لم ير عبدالله عيد انتهاء سوق هذه المحال قائلا: «أرتادها بشكل متفاوت وأحرص على اقتناء جديدها»، مبينا أن لكل شيء مجاله ولا يمكن بين عشية وضحاها أن ينتهي هذا النوع من النشاط وإلا فمعناه إلغاء تقنية التسجيل. وفي الوقت ذاته لم ينكر قلة ارتياد المهتمين بالتسجيلات عن السابق، لكنه أبان أن لكل شيء موسما، حيث اعتمد الناس في فترة على التسجيلات واليوم على القنوات وغدا لا ندري بماذا الاهتمام. ونفى عودة سوق التسجيلات لكنه أوضح أن ذلك ليس بالمستحيل رابطا العودة بأمور أهمها إعادة إنتاج مادة مميزة والحرص على حصريتها لسوق التسجيلات وعرضها في هذه المحال أولا. وحذر من نشر هذه المحال لمنتجاتها عبر القنوات قبل عرضها على الجمهور لئلا تتمكن القنوات من حرق حصريتها إضافة إلى أن إدخال الصورة على الصوت أمات سوق التسجيلات وروج للقنوات. فترة ماضية أم سعد أوضحت أن ارتيادها لهذه المحال في فترة ماضية كان ملحوظا إلى ان اعتمد أبناؤها على القنوات الفضائية واليوتيوب وحصلوا على رغباتهم. ونوهت بأنها تحرص في منزلها على جهاز لتسجيل ما يحبه أطفالها حتى يستمعوا له في السيارة قائلة: هذا أسهل من مهمة البحث عن محال التسجيل التي لا تتواجد فيها بعض المنتجات، موضحة أنها تعتمد شخصيا على القنوات الفضائية وتكتفي بالاستماع للمنتجات الدينية التي تملكتها في حقبة ماضية. ورأت أن ذوبان سوق التسجيلات له سلبياته، فهذه المحال تجلب بعض الكتب الدينية التثقيفية المعتمدة على أسلوب التشويق للأطفال، لكن قلة الارتياد لمحلات التسجيل ساهمت بصورة لافتة في افتقار أبنائنا إلى المعلومات التي كان يعيها من هم في سنهم في فترة ماضية. وطالبت بعودة نشاط هذه المحال بتحديث تقنياتها حتى تعم الفائدة على الأبناء الذين يستقون بعض مصادر تعلمهم من كتيباتها الشيقة التي تنتجها.