بعد أن أثرت القنوات عليها وصف مختصون ومهتمون بالتسجيلات الإسلامية بأن هذا المجال بات يحتضر في ظل انتشار العولمة مشيرين إلى أن أبرز الأسباب التي قللت من رواجها انتشار القنوات بالشكل اللافت والتي تعرض كل جديد وفق تقنية تصاحبها الصورة أو الفيديو كليب ما جعل هذه المحال تفتقر جاذبيتها التي تمتعت به في فترة ماضية وتفقد حصريتها منوهين بأن أكثر ما روج للتسجيلات سابقا هم الأطفال لكن انتشار القنوات المهتمة بهم والتي تعرض المنتج لهم في قالب جذاب صرف عن ارتياد سوق التسجيلات. ووصف مشاركون أن الجزم بعودة نبض هذه التسجيلات بالمبالغ فيه ذلك أن التطور الذي تواكبه القنوات لا يظهر أي بوادر على عودة سوق التسجيلات مجددا. وعدد المشاركون بعض مساوئ غياب التسجيلات كعدم اقتناء الأسر لبعض كتب الأطفال المتواجدة في هذه المحال وهذا أسهم في قلة معرفة الجيل الجديد، مشيرين إلى ضرورة عودة هذا النشاط التجاري لا باعتباره تجارة بل كونه مصدرا للتعلم في فترة ماضية. انصراف الجمهور في البداية يصف أحد البائعين في هذه المحال (م. ق) بأن سوق التسجيلات الإسلامية بات يحتضر مشيرا إلى أن انصراف الجمهور للقنوات هو السبب الرئيس. وبين أن تأثير القنوات على التسجيلات له أسبابه فسهولة سماع المتلقي للمنتج عبر القنوات جعله لا يحتاج للبحث عن محال التسجيل، إضافة إلى أن القنوات باتت تقدم المنتج بالصوت والصورة وهذه التقنية تتعارض مع محال التسجيلات والتي مازالت تعتمد غالبا على الصوت. وعن نسبة الانصراف عن سوق التسجيلات فأكد بلوغه ال 70% أحيانا مستشهدا على ذلك بفئة الأطفال والتي كانت تعتمد في فترة على الكاسيت في استماع موادهم المحببة الأمر الذي كان يدر المال على هذه المحال لكن حرص القنوات على عرض جديدها أولا بأول وبأسلوب شيق أفقد محال التسجيلات حصريتها التي تمتعت به في سنوات ماضية. ورأى أن الفرصة لعودة سوق هذه المحال بات ضعيفا في ظل تطور التقنية القنوات، منوها بأن التسجيلات باتت محتكرة على من يرغب الاستماع في سيارته أما المنازل فلم تعد للتسجيلات فيها أي مكان إلا ما ندر. وعن أكثر المنتجات إقبالا أوضح أنه الإنشاد يليه التلاوات القرآنية لأشهر الأئمة أو القراء تعقبه المحاضرات الدينية التي انتهت وبشكل ملحوظ ولم يعد يحرك نبضها سوى بعض كبار الدعاة ممن تحظى سوقهم بالشعبية. وأوضح أن هذه التجارة لم تعد في جدول حسابات الكثيرين قائلا: «المحال الإسلامية الموجودة قديمة ودخلت المجال في ثورة ازدهار هذه التجارة». فترة ماضية سعيد صالح أوضح أن ارتياده لهذه المحال في فترة ماضية كان ملحوظا مبينا تخليه عن ذلك حينما اعتمد أبناؤه على القنوات الفضائية التي تحقق رغباتهم. وأوضح أنه يعتمد شخصيا على القنوات الفضائية ويكتفي أثناء قيادته بالاستماع إلى المنتجات الدينية التي تملكها في حقبة ماضية. ونوه بأنه يحرص في منزله على جهاز لتسجيل ما يحبه أطفاله حتى يستمعون له في السيارة قائلا هذا أسهل من مهمة البحث عن محال التسجيل والتي لا تتواجد فيها بعض المنتجات. ورأى أن ذوبان سوق التسجلات له سلبياته فهذه المحال تجلب بعض الكتب الدينية التثقيفية المعتمدة على أسلوب التشويق للأطفال لكن قلة الارتياد لمحلات التسجيل ساهم بصورة لافتة في افتقار أبنائنا إلى المعلومات التي كان يعيها من هم في سنهم في فترة ماضية. وطالب بعودة نشاط هذه المحال وذلك بالتحديث من تقنياتها حتى تعم الفائدة على الأبناء الذين يستقون بعض مصادر تعلمهم من كتيباتها الشيقة التي ينتجونها. تختلف المواسم إلى ذلك لم ير محمد السالم انتهاء سوق هذه المحال موضحا أنه يرتادها بشكل متفاوت ويحرص على اقتناء جديدها مبينا أن لكل شيء مجاله ولا يمكن بين عشية وضحاها أن ينتهي هذا النوع من النشاط وإلا فمعناه إلغاء تقنية أجهزة التسجيل من الوجود. ولم ينكر قلة ارتياد المهتمين بالتسجيلات عن السابق لكنه أبان أن لكل شيء موسما إذ اعتمد الناس في فترة على التسجيلات وحاليا يعتمدون على القنوات وغدا لا ندري بماذا الاهتمام. وعن عودة سوق التسجيلات أوضح أن ذلك ليس بالمستحيل رابطا العودة بأمور أهمها إعادة إنتاج مادة مميزة والحرص أن تكون حصرية لسوق التسجيلات وعرضها أولا في هذه المحال قائلا ينبغي ألا تنشر هذه المحال منتجاتها عبر القنوات قبل عرضها على الجمهور وذلك لئلا تتمكن القنوات من حرق حصريتها إضافة أن إدخال الصورة على الصوت أمات سوق التسجيلات وروج للقنوات.