يحير النجم الدولي ناصر الشمراني المدربين الذين تعاقبوا على تدريبهم مع المنتخب السعودي، إذ يواصل أداءه المتواضع في المواجهات القوية للأخضر على النقيض من الأداء الممتع الذي يقدمه مع فريقه المحلي، ولا يظهر أن ثاني أعظم هدافي الدوري السعودي قادر على التحرر من قيود الإخفاق التي تطارده عندما يرتدي شعار المنتخب الأول ويواجه خطوط الدفاع على المستوى الدولي، ويقف الشمراني داخل قفص لمحاكمته من قبل مجموعة من النقاد والفنيين هم الخبير الرياضي الدكتور مدني رحيمي والمدرب الوطني بندر الجعيثن والكاتب الصحفي عيسى الجوكم، فإلى مداولات هذه المحاكمة: أناني يرى الناقد الدكتور مدني رحيمي في ناصر الشمراني مواصفات المهاجم الفذ والناجح سيما القدرة على اقتناص الفرص، إذ يؤكد أنه لاعب كبير ومتحمس ويريد أن يكون دائما في المقدمة ويسعى لأن يكون الهداف والمبدع متى ما سنحت له الفرصة، ولديه كل المقومات التي تؤهله لذلك في واقع الحال. لكن حضوره على مستوى المنتخب لا يقنع وأتمنى من الشمراني أن يتعود على اللعب الجماعي والانخراط ضمن المجموعة بشكل أكثر تناغم، فاللعب الفردي قد يعطل كثيرا من قدراته مشيرا إلى أنه يفضل أولا أن يسجل ولا يتعاون مع الآخرين كثيرا إلا ماندر وهذه سمة «أنانية» غير سليمة بالرغم أنه يتمتع بالسرعة والقتالية وكل الأمور والمقومات التي تجعله نجما كبيرا في مقدمة المهاجمين محليا ودليا. وتمنى رحيمي من اللاعب الشمراني أن يتخلص من الأنانية عاجلا مذكرا إياه بأن تمريرة الهدف قد تكون أفضل من الهدف الذي يسجله. أفتقد خطورته ويرى الكابتن علي باعامر أن الكابتن ناصر الشمراني فقد الكثير من خطورته وحساسيته التهديفية خلال هذا الموسم، وأضاف: الجميع يثق في قدرات وإمكانات الكابتن ناصر الشمراني، والذي قدم خلال المواسم السابقة مستويات مميزة جعل الجميع يشيد فيه وبالمستويات التي كان يقدمها، إلا أنه في الفترة الأخيرة وضح بشكل كبير هبوط مستواه وأصبح بعيداً عن مستوياته المعهودة، والجميع شاهد المستوى المتواضع الذي قدمه خلال هذه بطولة كأس خليجي 21 في مملكة البحرين الشقيقة، حيث لم يتمكن من إحراز أي هدف للمنتخب السعودي خلال مشاركته معه في هذه البطولة، ووضح غيابه التام عن مستواه، لكذلك على الكابتن ناصر الشمراني مراجعة حساباته خلال المرحلة المقبلو والعمل على العودة مجدداً إلى سابق مستوياته التي عرفناه عنه، والتي ستعود بإذن الله في حال وضح على اللاعب رغبته الحثيثة في العودة مجدداً إلى التألق والإبداع. صناع اللعب ويشخص الناقد الإعلامي عيسى الجوكم حال الشمراني بالقول بدايات ناصر الشمراني مع المنتخب السعودي لم تكن بمثلها في ناديه الشباب وبمعنى آخر حتى الإعلام والجماهير رسخت في ذهنه أنه لاعب ناد وليس لاعب منتخب. وأضاف، في الآونة الأخيرة ومع ريكارد أعطي ناصر فرصة كاملة ولكن لنكن واقعيين ليست المشكلة في ناصر بل في لاعبي خط الوسط، فعندما أعطي الفرصة لم يكن هنالك لاعبون يجيدون صناعة اللعب أو تمويل خط الهجوم وكان حظه سيئا في المنتخب. وأبان الجوكم أنه عندما أعطي الشمراني فرصة غاب لاعبو خط الوسط الذين يمدون خط المقدمة بالكرات مشيرا إلى أنه وبكل الأحوال بالنسبة له أفضل من يسجل في أنصاف الفرص ومع المنتخب لم يشاهد. وزاد، تراجع مستوى اللاعب على شقين الأول مسؤول عنه ناصر نفسه والآخر هو ضعف الممول في المنتخب السعودي حيث ينقصه الوسط ذو النزعة الهجومية والقدرة على صناعة اللعب، وبالتالي التراجع كان لضعف وسط المنتخب أو عدم ظهور ناصر بمستواه الذي يظهر به محليا. أما المدرب الوطني والمحلل الرياضي صالح المطلق فيرى أن تراجع مستوى الشمراني يعود لتراجع مستوى فريقه مستشهدا بانخفاض مستوى اللاعبين حسن معاذ وعبدالله شهيل اللذين كانا يلعبان أساسيين في المنتخب، وأضاف: ناصر الشمراني متأثر بتأثر المجموعة، فاللاعب الهداف إذا فقد الحساسية للمرمى يحتاج إلى وقت ليعود. غير منسجم بدوره يرى المدرب الوطني بندر الجعيثن أن ناصر الشمراني من اللاعبين المميزين والهدافين، غير أن الانسجام حال بينه وبين التألق مع الأخضر وربما يختلف عليه مع لاعبي المنتخب، كما أن الحظ الذي يستمر معه في الدوري يتخلى عنه في المنتخب. وزاد، قد يكون لناصر إحساس يختلف عما هو عليه في المنتخب ففي النادي هو النجم الأوحد وفي المنتخب هنالك عدة نجوم الذين ينافسون ناصر على المركز وربما يلعب تحت ضغوط، كذلك الأسلوب الذي ينتهجه المنتخب السعودي قد يبعد ناصر عن منطقة المناورة التي يحبذها وهنا تقل أهميته. ويعتقد الجعيثن أن الجمهور السعودي أو الأكثريةمنهم قد تكون ميالة للاعبين آخرين وذلك يؤثر ذلك على مستواه، لكن هذا لا يمنع أنه هداف والدليل حصوله على اللقب ثلاث مرات في دوري زين. وأبان الجعيثن أن مشكلة ناصر الشمراني هي «لأنانية» لكنها ليست واضحة بالشكل الكبير مشيرا إلى أنه لاعب يحب أن يكون في الصورة دائما لأنه اعتاد على أن يكون الأبرز من اللاعبين.