يخوض منتخبنا اليوم لقاء مفصليا أمام الكويت، وعناوين الصحف غدا لن تخرج عن تأهل من باب واسع أو خروج من باب خلفي، بل إني أراه لقاء إيقاف مهازل كروية بات جل المنتخبات بسببها يتجرؤون عليه وينالون من تاريخ يجب أن تطبخ أوراقة جيدا وتوضع على طاولة لاعبيه لتناوله. اليوم هو يوم (الزير سالم)، هكذا أصفه عندما تذهب كلماتي باتجاه لاعبيه، خصوصا أولئك الباحثون عن الكاميرات كالفراش الذي يحوم حول الأضواء، بل هو لقاء الأفعال للاعبين تعود أبطال الشباك منهم الأقوال حتى بات ذلك البيت الشهير (أسد علي وفي الحروب نعامة) وكأنه قيل فيهم. ليس اليوم مناسبا لفتح ملفات لاعبي وإداريي منتخب ناهيكم عن مدرب استوفى منا كل كلمات قاموس عربي محيط، أقول هذا لأن التوديع أو التأهل لن ينسيان المهتمين لأمر المنتخب أخطاء بدائية أضحكت علينا الجميع بين مدير منتخب مطيع ومنسق لا يعلم ولاعبين يتوهمون أحجامهم. ولكني سأطرق بابا فنيا من النادر أتناوله إيمانا بالتخصص وسؤال عن عيوب منتخب لو وجهته لمشجع بسيط سيقول (القتال وكثرة التحضير) وهما العدوان اللدودان لكرة قدم حديثة تعتمد سرعة نقل الكرة لملعب المنافس والمعارك شعارا للاعبين وهو سلاح كويتي في كل لقاء بالسعودية. ولو سئلت أنا عما أود مشاهدته في لاعبي المنتخب لن أتردد في القول إني أريدهم (سعوديون مهاريا يمنيون قتالا) وهذه الأمنية لا يمكن أن تكون إلا عن طريق اثنين، فالمعجل هو المخول بحقن لاعبي المنتخب بكم مقنن من العدائية الكروية وريكارد هو المخول بلت وعجن أو اختصار. التحفظ السعودي قمة غباء تكتيكي في لقاء لا يحتمل غير الانتصار، وهو الذي لن يكون إلا بكشف ما يفكر فيه المنافس قبل تقرير ما يمكن أن فعله، ولو فكرنا ككويتيين حول المباراة فإنهم سيسعون لشوط أول متعادل لينضم الضغط إلى جانبهم في الشوط الثاني، ولأجل هذا وصفت التحفظ بالغباء. ثم أقول إن تخلي ريكارد عن مكابرة اللعب بلا صناع لعب أثبت فشلها الشهري بمهاراته وتيسير باختراقاته، ورغبة اللاعبين حاضرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه جهدا وليس (ثرثرة)، كل ذلك كفيل بتغطية كوارث إدارية لا أعلم كيف رشح أهلها بل وكفيل بجلب انتصار لا أعتقد أنه صعب إلا على فقراء طموح.