في بعض مطارات العالم، قد يجد المسافر المغادر للمطار في البلد الذي نزل به أياما أو أسابيع ثم أراد المغادرة، قد يجد بجوار «الكاونتر» الذي تقف خلفه موظفة التذاكر والشحن رجلا أو امرأة من وطنه أو من وطن آخر يقول له على سبيل الاستعطاف إن معه وزنا زائدا يحتاج لرسوم باهظة لا يملكها، وأنه لاحظ أن «حضرته» لا يحمل إلا «عفشا» خفيفا جدا لا يغطي حقه من الوزن، وأنه لذلك يرجو منه إضافة حقيبة من حقائبه إلى عفشه ليوزنا معا ثم يشحنا مع بقية عفش الركاب، وعند محطة الوصول يستلم الحقيبة صاحبها «ولا من سمع ولا من علم»، وأنه بذلك يكون قد أحسن إليه حتى لو لم يعرفه دون أن يدفع مقابل إحسانه أية تكاليف مادية! وتجد أن البسطاء من الناس، أصحاب النوايا الحسنة، تدفعهم المروءة والشهامة إلى تقديم مثل هذه المساعدة لغيرهم من المسافرين على الرحلة نفسها، وربما يكون العديد منكم قد قام بالشهامة ذاتها وسلمه الله من نتائجها ومخاطرها المرتقبة، إضافة إلى ما تتسم به من غش وعدم أمانة مع شركة الخطوط التي حرمها من رسوم العفش الزائد التي كان من المفروض دفعها من قبل الراكب صاحب ذلك العفش. أما أهم المخاطر التي قد يواجهها المسافر «الشهم»، فهي أن يكون في «الحقيبة» التي أضافها إلى عفشه وسجلت باسمه ووضع عليها رقم تذكرته «ممنوعات»، فتكون تهمة التهريب جاهزة ضده عندما يستلم حقائبه من صالة استلام العفش بعد الوصول؛ لأن رجال الجمارك والأمن سوف يتابعون الحقيبة ويقبضون على من سجلت باسمه، ويقتادونه للمحاكمة فيما يكون صاحب الحقيبة قد لاذ بالفرار، بعد أن يتيقن من وقوع صاحبه في الشباك؛ أما إن مرت المسألة بسلام، فإنه يظهر فجأة، ويتقدم نحوه، ويستلم منه الحقيبة بعد أن يؤخره نصف ساعة والحقيبة «في حلقه»، فإن عاتبه على تأخره وتعطيله أبدى أسفه على التأخير بقوله: لقد كنت في الحمام!.. فلا تأخذ حقيبة غيرك أيها الغلام أو الهمام، فقد لا تمر المسألة هذه المرة بسلام؟!.