لم نعد نسمع أو نطالع شيئا عن «الهيئة العامة للاستثمار» فهي المسمى غير المنظورة فاعليته، بحق الاستثمار الوطني، حينما رجحت كفة المستثمر الوافد على المستثمر الوطني، التي هيأت له الهيئة الإجراءات الهينة واليسيرة لديمومة سيطرته على مشاريع البلد بصفة عامة، فكأننا حاضنة تفريخ لتلك الشركات التي أحضرت عمالتها بأجور رخيصة، وأضرت بالعمالة الوطنية. نعم نحن لا ننكر أننا نفتقر لبعض مهن التقنية المدربة وفق متطلبات السوق المحلي، فهذا عائد لضعف مخرجات المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وعجزها الكلي في تغطية ما يحتاجه السوق المحلي من الكوادر المهنية المدربة بمهارة، مما جعل «المنتدى الاقتصادي» الأخير الذي عقد «بالرياض» آنذاك، ينحو باللائمة على هيئة «الاستثمار» وإعادة هيكلتها. ووضع معايير للتراخيص للاستثمار الأجنبي ومعالجة ضعف آليات المتابعة والتقويم لمؤسسات وبرامج التعليم الفني والتدريب التقني. فبهذا الشكل شجعت الهيئة الاستثمارات الصغيرة. مما يعني للأفراد والشركات التي أحضرت عمالتها من الساعي إلى من هو على قمة هرم المسؤولية. حتى انه لم يعد هناك فرصة وظيفية لأي شاب سعودي بتلك الشركات وما أكثرها! في بداية تأسيس هيئة الاستثمار، استبشرنا خيرا بالوليدة الجديدة لكنها شاخت في ريعان شبابها، وأضحت وعودها سرابا، لعل من بينها، أن البطالة ستنتهي بتوطين آلاف الوظائف، فتعثرت مدنها الصناعية، فتحولت نغمة الهيئة إلى الاتجاه للمشاريع الأجنبية، ففتح الباب على مصراعيه لمن هب ودب، فانتهز صغار وكبار المستثمرين الوافدين الفرصة، فخرج مستثمرونا الصغار بخفي حنين، ليستجدوا المشاركة بالاستثمار بالباطن عن طريق المستثمرين الوافدين. وعمالتها غير المدربة ليتدربوا من خلال مشاريعنا الوطنية، ناهيكم عن الأموال المحولة لبلدانهم، وقد بلغت بلايين الريالات، فماذا استفاد الوطن وشبابه من هيئة الاستثمار؟! التي لم تساهم الهيئة بتوطين عشرة آلاف وظيفة وليس بنصف مليون وظيفة كما وعدت.. أعرف أن التوظيف ليس من اختصاص الهيئة ولكن لديها السبل الكافلة لتهيئة توطين الوظائف عن طريق هذه الشركات المستثمرة بالبلد، فكفانا بهرجة لا تسمن ولا تغني من جوع لشبابنا المفجوع على مستقبله. هذا إذا كان هناك للمستقبل معنى وقيمة لدى هيئة الاستثمار ومدى الاستشعار من قرب بمساعدة القريب قبل الغريب!! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 263 مسافة ثم الرسالة