خطوة رائدة وسابقة محمودة أن يكون شباب مكة في قلب الرؤية الاستراتيجية لبناء الإنسان وتنمية المكان التي تبنتها إمارة منطقة مكةالمكرمة بتوجيه أميرها المحبوب خالد الفيصل ذلك أن التكوين السكاني للمملكة يغلب عليه الفئة العمرية الشبابية وبالتالي لهم استحقاق أغلبية سكانية في بناء الإنسان كما أن فئة الشباب في العالم العربي أصبح له شأن في قيادة التغيير. وبنظرة تاريخية نجد أن أرض الحرمين والأرض العربية قد أنجبت على مر العصور نماذج وقيادات شبابية كان لها شأن في زمانها وهم دون العشرين من أعمارهم بدءا من علي بن أبي طالب رضى الله عنه وهو أول من أسلم من الصبيان وكانت له مواقف بطولية وهو في سن مبكرة وذاك زيد بن ثابت كاتب الوحى والأرقم بن أبي الأرقم وطلحة بن عبيدالله والزبير بن العوام من شباب المسلمين المتميزين في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسامة بن زيد وسعد بن أبي وقاص من قادة جيوش المسلمين ومحمد القاسم قائد فتح السند ومحمد الفاتح فتح القسطنطينية وهو دون الخامسة والعشرين من عمره وكذلك عبدالرحمن الناصر الذي حكم الأندلس في ريعان شبابه وكانت فترة حكمه العصر الذهبي فيها وغيرهم من شباب الأمة ممن كانت لهم مكانة قيادية في نواح شتى في عصورهم. ولعل السؤال الذى يطرح نفسه هنا لماذا لا يكون لشبابنا شأن في المجالس الإدارية المختلفة مثل المجلس البلدي ومجلس المنطقة ومجالس الادارات في الهيئات والجمعيات التعاونية والخيرية والمهنية والمؤسسات الحكومية والشركات المساهمة ومجلس الشورى فهناك من يحمل مؤهلات عليا وهو دون الثلاثين وهناك المبتكرون والمخترعون والمبدعون والمفكرون والقياديون والدعاة وشباب الأعمال ممن هم دون الثلاثين أليس من حقهم علينا أن نبرزهم في المجتمع في مجالس الكبار. إن اللجنة الشبابية ضمن لجان مجلس منطقة مكةالمكرمة التي تحتضن وترعى مجلس شباب مكة للتنمية وملتقى شباب مكة وشباب رواد الأعمال وجمعية شباب مكة للعمل التطوعي هي الحاضنة التي ستفرخ لنا شباب مجالس الكبار بإذن الله ولعل اللقاء الأسبوعي الشبابي في مجلس سمو أمير المنطقة والحضور الشبابي لاجتماع مجلس المنطقة هو المحك الذى تقيم من خلاله القيادات الشابة التي تصلح أن تكون في مجالس الكبار. هذه التجربة الناجحة في إمارة منطقة مكةالمكرمة ليتها تتكرر في المناطق الإدارية الأخرى بالمملكة. ولعل مدارسنا وخاصة المراحل الثانوية منها وجامعاتنا وملحقياتنا التعليمية بالخارج لها مساهمة فعالة في هذه الرؤية الثاقبة لبناء الإنسان وتنمية المكان. إننا نحسن الظن بشبابنا ونفخر بهم وبقدراتهم وإمكاناتهم وهم لا يريدون منا إلا أن نهيئ لهم الفرص والبيئة المناسبة لينطلقوا بطاقاتهم ليبنوا مستقبل بلادنا فليس من مستقبل واعد بدون سواعد الشباب.