تتسابق المسارات السياسية والعسكرية في الأزمة السورية معا وسط سطوة الشتاء على اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان وتركيا، وفي الإطار السياسي أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أمس أن الجولة الثانية من المشاورات الأمريكية الروسية حول سوريا بحضور الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي ستعقد اليوم في جنيف. وقال بوغدانوف لوكالة الأنباء الروسية إنترفاكس إن «الاجتماع الثلاثي بين بوغدانوف ومساعد وزيرة الخارجية الأمريكية وليام بيرنز والأخضر الإبراهيمي مقرر في 11 يناير (كانون الثاني) في جنيف». في الوقت ذاته، هبطت طائرتا شحن أمريكيتان تحملان أجزاء بطاريتي صواريخ باتريوت في قاعدة انجرليك الجوية التركية أمس في إطار اتفاق مع حلف شمال الأطلسي لنشر الصواريخ على حدود تركيا مع سورية. وترسل كل من هولندا وألمانيا والولايات المتحدة بطاريتين وما يصل إلى 400 جندي إلى تركيا بعدما طلبت أنقرة مساعدة الحلف لتعزيز الأمن على حدودها مع سورية البالغ طولها 900 كيلومتر. وفي سياق متصل، طرح المجلس الوطني السوري على الائتلاف المعارض بدء المرحلة الانتقالية في سورية عبر تشكيل حكومة موقتة تمارس مهامها «في الأراضي المحررة»، مشترطا تنحية الرئيس بشار الأسد ورموز نظامه. وفي ما سماها «خطة نقل السلطة وبدء المرحلة الانتقالية»، دعا المجلس الائتلاف إلى تسمية «حكومة مؤقتة عند توفر الضمانات الدولية بالاعتراف بها وبعد توفير دعم لنشاطاتها»، على أن تمارس هذه الحكومة «مهامها في الأراضي المحررة». إلى ذلك، أعلن التلفزيون الحكومي الإيراني أمس أن مقاتلي المعارضة السورية أفرجوا عن 48 زائرا إيرانيا خطفوا في أغسطس (آب) الماضي قرب دمشق، بدون أن يوضح متى ولا في أي شروط تم الإفراج عنهم. فيما قال رئيس المجلس الوطني السابق الدكتور عبدالباسط سيدا ل«عكاظ» أن الصفقة التي أبرمت بين إيران والجيش الحر لن تكون الصفقة الأخيرة ما بين الطرفين بل ستتبعها عدة صفقات؛ لأن إيران متورطة بالأزمة السورية سياسيا وعسكريا وأمنيا. مضيفا أن دخول إيران بهذه الصفقة أولى مؤشرات الاعتراف بوجود وقوة الجيش السوري الحر في الميدان.