بقايا راحلة

تناثرت مثل أوراق الخريف، بدخانها تقض شباكها، بماء عينيها تزلزل أركانها، سنابل منيرة لا تهدأ، نفس لا تستريح ولا تقنع، رائحة عطر الدخان في الثوب الجديد، قلم الرصاص ينهشني، ألم من زمن بعيد أنين يحترق، أطباق الحزن تدور، نبق من الفرح جنون، تباريك العزاء لقلبي، عيناها تقتل الفرح، محطة القطار تدلي بالأخبار ما حدث وصار وكان ذات نهار. أجج الحزن مهجتي وقد تراءى لي أنها تناديني وتسألني ما الخبر؟ هي وحيدة فحزني عليها لحن شجن، وجراحي عليها سيف يقاتل مثل سيف أبي لهب، مرارة الحزن في حلقي وعينيها ترثي نفسها، وتشج رأسي بفأس ويسيل الدمع ويخر العصب. وسقط القناع فلا اشتم رائحة الصباح ولا أسمع صوت الضياء حدائق الموج وأشجار الزيتون كانت قبلة على شفاه المحروم الضوء يتسرب من هناك ويتبدد في الفضاء.
أنيسة الهند