استبشرنا خيرا واستبشر الجميع بموازنة 2013 وما تضمنته بين طياتها من ملامح وتباشير إيجابية لمستقبل واعد في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (يحفظه الله)، واتجهت الأنظار نحو الوزارات والجهات الحكومية، بحثا عن الدور الفاعل لترجمة الطموحات الكبيرة لحكومتنا الرشيدة، وبات الأمر مركزا بشكل كبير على الوزراء وآلية العمل، حيث نسمع البعض منهم يلتزم بساعات الدوام المحددة والبعض لا يلتزم ويصب جل اهتمامه على الإنجازات. وكثرت تصريحات البعض في الصحف اليومية، حتى كاد ظهورهم يتجاوز اسم الصحيفة نفسها ما يشعر القارئ بأنه في عالم مختلف بل ومخالف للواقع. وآخرون يؤكدون بأنه قد تم اختصار وتقصير المدة التي تستغرقها الإجراءات في بعض الجهات الحكومية، ولكن الواقع محبط تماما، ولو تأمل المتعامل مع تلك الوزارات والجهات لشعرنا بأن رأس الهرم لا يمت بصلة بواقع تلك الجهة، والسبب يكمن في البرج العاجي والمنابر العالية التي تستخدم لإطلاق التصاريح، والغريب أن بعض وزراء لا يتأثرون بالعوامل الجوية أو الظروف البيئية التي تحيط بالمواطنين ؟، فلم نسمع (مثلا) بأن هناك وزيرا أو وكيل وزارة قام بتفتيش مفاجئ لجهة حكومية للوقوف على الملاحظات أو استمع لبعض الشكاوى لتحقيق نتائج إيجابية تنعكس على أرض الواقع. إن المبالغ الضخمة المرصودة لتقديم خدمات للمواطنين وتنفيذ المشاريع ينبغي الاستفادة منها لبذل مجهود جبار وكبير، وتحتاج إلى نظرة عميقة لصناع القرار في الوزارات والجهات الحكومية حتى يتم ترجمتها إلى عمل ملموس. لقد تفاجأت عندما علمت بأن وزير التجارة الدكتور توفيق الربيعة عقد اجتماعا في ساعة مبكرة وتواجد في المواقع المفترض أن يتواجد بها، دون وجود حواجز مع التجار، ليضرب الوزير الشاب مثلا يحتذى به، على خلاف البعض الذي يصيبك حديثه بالدهشة، والبعض الآخر اختفى تواجده من على خارطة الإنجازات التي يتطلع إليها المواطن، حيث قضى الكثيرون منهم سنوات طويلة في العمل دون أن ينتهبوا لمصالح الناس وينزلوا إليهم لتلمس احتياجاتهم. لذا نسعد كثيرا .. حين نفاجأ في بعض المناسبات أن يكون المسؤول أو الوزير بدون المشلح ويتحدث ببساطة، ويواجه الآراء على القرارات التي يتخذها وهو ما لمسناه من وزير العمل، بغض النظر عن أثر هذه القرارات سلبا أو إيجابا. وفي رأيي الشخصي أننا لو أخذنا ذلك في عين الاعتبار لوجدنا مملكتنا الحبيبة من أفضل الدول في العالم خلال فترة وجيزة. إن ولاة الأمر سخروا الكثير من الإمكانات وذللوا العديد من المصاعب لراحة المواطن ووضعوا الموازنات الضخمة لإقامة مشاريع ضخمة تقضي على البطالة وتساهم في توفير العيش الكريم للبسطاء والمحتاجين، لكن ما زلنا في انتظار التنفيذ من القائمين على ذلك من خلال وزاراتهم، عليهم أن يتحركوا سريعا ليطمئنوا الناس أننا نعيش في عصر قادم أفضل بإذن الله وسيكون حافزا للجميع لمزيد من الاستقرار والرفاهية. * عضو لجنة المحامين في غرفة جدة