الإعلام في زمننا الحاضر أصبح قوة لا يستهان بها بل هو المؤثر الأول والأساس في كل مجالات الحياة حيث صار شريكا أساسيا في التنمية التي تعيشها دولتنا المباركة وخصوصا مع تنامي وانتشار المؤسسات الإدارية الحكومية وتنوعها وتشعبها وتعدد إنجازاتها في أرجاء هذا الوطن الكبير، وهذا لا يعني بأن مهمة الإعلام تتوقف في مساندة تلك المؤسسات إعلاميا عند نجاحها فقط بل دوره يتعدى ذلك بإبراز مكامن الخلل فيها ليكون بذلك رافدا لها في تحسين خدماتها للمستفيدين منها. إضافة إلى ذلك، فإن كل وزارة أو إدارة أو مؤسسة يمكنها إرسال قائمة يومية للصحف بأخبارها الروتينية اليومية كاجتماعات مسؤوليها ورئاستهم للجان العديدة واستقبالهم وتنقلاتهم من دولة لأخرى، ولكن يجب أن يعلم كل مسؤول بأن هذه الأخبار لا تغني ولا تسمن من جوع إذا لم تكن مصحوبة بإنجازات يلمسها المواطن وتصب في مصلحته وخدمته وحقوقه كما كفلتها له دولته، بعيدا عن أخبار العلاقات العامة التي تأتي معلبة لمحرري الصحف لنشرها وليس منها فائدة تذكر سوى إبراز صورة إيجابية عن ذلك المسؤول أو ذاك دون عمل حقيقي ينهض بمؤسسات الدولة وخدماتها. وهذا لا يعني بأن ينأى المسؤولون بأنفسهم عن التواصل مع وسائل الإعلام بالشكل المعتدل الذي يبرز منجزاتهم الحقيقية أمام الناس حتى لا تظل طي الكتمان كما أكد هذا التوجه الإيجابي ذلك الوزير والمفكر الناجح الدكتور غازي القصيبي يرحمه الله حيث يقول «جزء أساسي من فعالية القائد الإداري أن يبدو فعالا أمام رؤسائه وأمام مرؤوسيه وأمام المواطنين، وفي هذا الزمان كيف تظهر الفعالية إلا عبر وسائل الاعلام؟». فالجهد اليومي للوزير والمسؤول ليس مادة ملائمة للإعلام بقدر ما يكون الإنجاز والإنتاجية الفعالة هي وحدها ما يستحق أن يظهر للإعلام وبظهورها يستطيع الناس أن يقيموا أداء المسؤول إيجابا أو سلبا. اقتباس: الإعلام بدون إنجاز حقيقي جعجعة لا تلبث أن تهدأ دون أن تترك خلفها طحنا.