ساهر .. ذلك المارد الذي نزل للشارع الذي لم تروضه النداءات ولم توقظ وعيه النشرات التوعوية فخرج له هذا الساهر ليفرض هيبة النظام بصمت ويحافظ على انسيابية الحركة المرورية بشكلها الحضاري المفترض. لكن المتذمرين من ساهر أكثر من المؤيدين له والذين لا يرونه إلا وسيلة لنهب ما في جيوبهم أكثر ممن يرونه ساهرا على تطبيق النظام وحام له ولذلك أسباب من أهمها أن الإنسان بطبعه لا يستسيغ أن يكون تحت المراقبة والمحاسبة الدقيقة والأهم من ذلك أن هناك بعض النقاط التي تلافيها من شأنه أن يخلق روحا تكاملية بين السائق وهذا النظام الذي لم يأت إلا للحفاظ على روحه وممتلكاته. من أهم هذه النقاط أنه من المفترض بمواقع الرصد المختلفة أن تركز على الأماكن التي مخالفة النظام المروري فيها تشكل خطرا حقيقيا على الناس بدلا من التواجد المريب في المواقع الميتة التي تقتصر أهميتها على كونها مصيدة سهلة لعابري الطريق الذين يتفاجأون بسرعات متدنية جدا في مواقع لا تتطلب ذلك أو وجود مواقع الرصد في انتظار القادمين في منحدرات الطرق السريعة! أيضا هناك أمر هام يغيب عن هذا النظام القائم على العقاب والذي من المفترض أن تفعل كفة ثوابه بتمييز السائقين الذين يكملون العام – مثلا – دون أن تسجل عليهم مخالفة واحدة. على ساهر الكثير من الملاحظات لكنه أرحم كثيرا من التسيب والفوضى القاتلة والالتزام بالنظام يحمي السائق من نفسه ومن ساهر وقسائمه. شخصيا: كلما اشتعلت فلاشات ساهر بوجهي غضبت وشتمت وتحسست محفظتي بحسرة ولكن بعد أن تذهب فورة الغضب أدير هذا الحوار الخاطف مع نفسي: - مخطئ؟ - نعم - تستاهل!