ما زلنا ننتظر وعود الأمانة لتخليصنا من المشاكل الأم التي تعاني منها مدينة جدة، ولأن تلك المشاكل ضرب لها موعدا بعيدا يستوجب الصبر والانتظار فلن نخوض بها حتى يحين الموعد. لكننا نرفض أن ترتبط بقية الترديات بذلك الموعد، فإذا كان الصرف الصحي أو تصريف السيول أو التلوث أو اختناق السير لضيق الشوارع وازدحام السيارات (التي تحول فيها المشوار إلى رحلة مضنية)،إذا كانت هذه المشاكل بحاجة إلى الوقت لتنفيذ المشاريع الضخمة للقضاء عليها فإن ثمة أمورا يغدو التسويف فيها جالبا للضيق المضاعف. فلو أخذنا ثلاثة نماذج من الإهمال الذي لا يمكن ربطه بأي حال من الأحوال بتلك المشاريع الضخمة، فسنجد القصور من المتابعة أو المحاسبة من قبل الأمانة لمن أوكل إليه مهمة إنجازها.. خذوا مثلا نظافة مدينة جدة، فالشركة المتعاقد معها جلبت حاويات رخوة لا تصمد لتحمل القمائم، فهي حاويات رديئة الصنع (وبالتالي رخيصة الثمن)، فمعظم الحاويات لم يمض على توزيعها أقل من سنة وهي بحالة سيئة، بعضها تشقق، وبعضها فقد (عجلاتها) المحركة، وبعضها فقد أغطيته، وبالتالي أصبح قذف القمائم بداخلها يتساوى مع قذفها على الأرض، ولأننا نعيش رهاب الأمراض المختلفة فإن انكشاف القمائم (والزبالات) في كل جهة سوف يضاعف من انتقال الأمراض بغض النظر عن المنظر العام الذي يستقبلك بهذه الأكوام من القمائم المبعثرة هنا وهناك ..وإذا جئنا إلى العمالة سنجد أنها تفرغت للاستجداء وترك مهام أعمالهم والسبب معروف وقد تحدثنا عنها مرارا، إضافة إلى أن بعضهم سلك مسلك (ادفع واهتم لك بنظافة شارعك أو منزلك).. وهذا الأمر ليس مقتصرا على جهة دون أخرى فالحال (كله طين وطحين) .. ولو التفتنا إلى جهة أخرى سنجد الحفريات والحفر في كل شارع (وليست مبالغة لو قلنا إنك لن تجد شارعا سليما معافى).. ولأن النسبية هي الحاكمة سنجد أن شوارع الجنوب تتمثل مقولة: «ليس بي شبر إلا وبه طعنة خنجر أو رمية سهم» .. فهناك تنزع السيارات نفسها نزعا من الحفر التى تعمقت وغدت مصيدة لأية سيارة عابرة لتلك الشوارع.. واذا كان شعار الأمانة (في إحدى السنوات) لا حفرة في جدة، فإن الشعار الحالي (حفرة لجدة في كل شارع). ونموذجنا الثالث يتمثل في المياه المنسكبة التي تتسلل من باطن الأرض أو من البيارات التي يتبرع أصحابها بتسريبها للشوارع من غير أية مسؤولية أدبية أو مراقبة من قبل الأمانة وتغريم من يفعل ذلك. وهذه المياه المنسكبة تجعل الشوارع ناقلة أمينة لكل الأمراض المتواجدة التي ستأتي والموعودة بالمجيء.. فيا أمانة وعدتمونا بالغد الحالم فلا تجعلوا نومنا يتكدر بما هو حاصل، ففي حالة تكدر نومنا فلن نحلم بما وعدتمونا.. فيصبح اليوم كالغد وفي هذا ضرر على الأحلام الكبيرة. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة [email protected]