أكد نائب الرئيس السوري الأسبق عبدالحليم خدام في تصريح ل«عكاظ» أمس أن خطاب بشار الأسد تمت كتابته بصيغة إيرانية روسية، مؤكدا أن خطابه خال من المضمون السياسي ويحمل المزيد من التصعيد. وقال خدام إن بشار عاجز عن كتابة الخطابات السياسية، فهو أصلا غير قادر على صياغة خطاب سياسي، مشيرا إلى أن الإيرانيين والروس طلبوا من النظام تصعيد العمليات العسكرية في الآونة الأخيرة، وهذا الخطاب السياسي جاء في إطار التصعيد. وأوضح أن الأسد يستغل تغاضي المجتمع الدولي عن الجرائم التي يرتكبها بحق الشعب السوري، لذلك يعمل على خلق حالة من التوتر والتخويف في المنطقة بهدف إخماد الثورة، مستبعدا أن يتراجع الشعب السوري عن مطالبه بالحرية والانتقال إلى الدولة الحديثة. واعتبرت الولاياتالمتحدة أن خطاب الرئيس السوري بشار الأسد الأخير هو محاولة من النظام للتمسك بالسلطة، ورأت أن المبادرة التي تقدم بها منفصلة عن الواقع وتقوض جهود المبعوث الخاص الأخضر الإبراهيمي وتسمح باستمرار القمع الدموي للشعب السوري. وأصدرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند بيانا قالت فيه إن «خطاب بشار الأسد هو محاولة جديدة من النظام للتمسك بالسلطة ولا يقدم أي شيء لتحقيق هدف الشعب السوري بحصول عملية انتقال سياسي»..ورأى الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون أن خطاب الأسد لا يساهم في إيجاد حل لوضع حد للمعاناة الرهيبة للشعب السوري، معربا عن خيبة أمله لأن الخطاب يرفض العنصر الأكثر أهمية في إعلان جنيف وهو انتقال سياسي وتشكيل حكومة انتقالية تتمتع بسلطات تنفيذية كاملة تضم ممثلين لجميع السوريين. ووصف وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الخطاب بأنه مثير للشفقة، معتبرا أن الأسد ليس فقط قاتلا لشعبه وإنما أيضا أصم وأعمى. وأعرب الاتحاد الأوروبي عن أسفه لعدم رغبة النظام السوري في حل سياسي. وأصدر الناطق باسم الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون بيانا تعليقا على خطاب الأسد قالت فيه إن آشتون «تأسف لأن النظام السوري غير مستعد للالتزام بحل سياسي للأزمة السورية يتمتع بالمصداقية». وعلى صعيد معارضة الداخل، اعتبر الأمين العام لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي رجاء الناصر، أن خطاب بشار جاء ليقطع الطريق على ما حمله الأخضر الإبراهيمي من مبادرة لحل سلمي يجري العمل على تحقيقها وعلى مساعيه لتأمين توافق دولي أمريكي روسي لضمان نجاح هذا الحل المؤسس على بيان جنيف. بينما أكد المنسق العام للهيئة حسن عبدالعظيم أنهم لا يثقون في النظام ولا يقبلون أية حلول سياسية وانتقالا سلميا إلا بضمانات عربية واقليمية ودولية. وقال في مؤتمر إن مرحلة الحوار السياسي والحل السياسي فات أوانها وزمانها ومكانها وأي تفاوض وليس حوارا يجب أن يكون بإشراف الإبراهيمي.