لم أصدق ما نقله لي البعض عن تأخير إجازات المعلمين حتى نهاية دوام 17 شعبان 1434ه، حتى قرأت ذلك في الصحف المحلية ومصدر استغرابي للأسباب التالية: أولا: تنتهي الدراسة في المرحلة الابتدائية (كتقويم مستمر) مع بداية اختبارات المرحلتين المتوسطة والثانوية، أي في منتصف شهر رجب، فهل يعقل أن ينتظروا ما يقارب 32 يوما بدون عمل فقط زيارة المدرسة، والتوقيع والمغادرة في نفس الوقت على طريقة «وقع وامشي»، وهذا الأسلوب متعارف عليه بين الإدارة والمدرسين، فيما يسمى الأيام (الميتة)، أي التي ليس فيها دراسة!!!، وما ذنب المعلمين والمعلمات الذين يدرسون في المناطق البعيدة ويقطعون مئات الكيلومترات ذهابا وإيابا فقط للتوقيع للحضور والانصراف ثم المغادرة على طريقة «وقع وامشي». ثانيا: اختبارات المرحلتين المتوسطة والثانوية تنتهي مع نهاية شهر رجب.. ومن عليه اختبار دور ثاني (وهم قلة) يختبر بعد أسبوعين من نهاية الاختبارات، فلماذا لا يتم اللجوء (إلى المجمعات المدرسية)، فيختبر طلاب كل عشر مدارس أو عشرين مدرسة (في مجمع واحد)، ويتمتع المنظمون والمشرفون على الاختبارات بتعويض إجازاتهم من بعد عودة المعلمين (10/10/1434ه )، وحتى بداية الدراسة 24/10/1434ه، وهذا ما تعمله الوزارة مع المعلمين الذين يعملون في الأندية الصيفية. وبالتالي تضمن للمدرسين تمتعهم بإجازاتهم مبكرا، أي بعد إعلان النتائج للمرحلتين وبدون تقطيع لإجازاتهم. ثالثا وأخيرا: أين التكريم الذي منح سابقا لمديري ومديرات المدارس ومعلمي الصفوف الأولية، والذي أعطاهم أولوية في الإجازات للدور الكبير الذي يقومون به؟؟ وما هي المزايا التي يتمتع بها المعلم حتى نحرمه من إجازة كافية يستطيع أن يستمتع بها ويعود أكثر نشاطا وحيوية، وبخاصة أن الحاجة غير ملحة لبقائه طيلة هذه الفترة إلا إذا كان الهدف فقط «وقع وامشي». إن الجهد الذي يبذله المدير والمعلم ليس جهدا بدنيا، وإنما جهد فكري ونفسي وإنساني خلاق، ولهذا فهو يستحق أن يمنح إجازته كاملة.. غير مقطعة خلاف الموظفين الحكوميين الذي يستطيعون أن يختاروا الشهر الذي يريدونه، بمن في ذلك منسوبو الوزارة غير المعلمين بمن فيهم من كان خلف مثل هذا القرار. ونعتقد جازمين أن المعلم يستحق أكثر من ذلك، ويستحق أيضا إعادة النظر في مثل هذه القرارات.