أوضح عضوا الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتور حسين الشريف المشرف على فرعها في منطقة مكةالمكرمة، ومعتوق الشريف أن دور حقوق الإنسان مساندة الدول لإقامة العدل ورفع الظلم. وأشارا إلى أن وجود مؤسسات لحقوق الإنسان في أي مجتمع هو دليل على تحضر هذا المجتمع، لافتا إلى أن تواجدها سمة من سمات المجتمع المتمدن الحضاري الذي يسوده الأمن والاستقرار. وتطرق عضوا الجمعية في أمسيتهما «حقوق الإنسان.. لماذا؟»، التي أطلقت من خلالها البارحة الأولى الأنشطة الثقافية للجنة الثقافية في محافظة خليص، أن التحفظ على الاتفاقيات الدولية التي وضعت كمعايير لمعرفة مدى تمكن الإنسان من حقوقه لا يعني أن لا نعمل بباقي مواد الاتفاقيات، وفق ما يتماشى مع الشريعة الإسلامية؛ لأن الهدف هو تحقيق العدل ورفع الظلم عن المظلومين. وأكد الدكتور حسين الشريف، في حديثه، على أهمية نشر ثقافة حقوق الإنسان لنشر القيم والتسامح بين الناس؛ من أجل تحقيق التوازن بين الحقوق والواجبات، داعيا إلى مساعدة الجمعية في إيصال رسالتها إلى الجميع وفي كل المناطق والمحافظات بلا استثناء. وسرد مراحل نشأة حقوق الإنسان في العالم، ودور الإسلام في تعزيز هذه الثقافة، موضحا أن حقوق الإنسان تهدف إلى تعريف الإنسان بحقوقه، وقال: «حقوق الإنسان في أي مكان مسألة ملحة وضرورية وليست مسألة ترف». وأضاف «حقوق الإنسان ليست فكرة حديثة، إنما هي فكرة قديمة لها جذورها التاريخية تؤكد أن هناك حاجة ماسة لكي يكون هناك من يدافع عن حقوق الناس»، مبينا مراحل نشأة الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في المملكة قبل ثمانية أعوام وفروعها وآلية عملها وكيفية التواصل معها وما حققته من إنجازات وفي المقابل، شدد الباحث الحقوقي معتوق الشريف على أهمية التفريق بين حقوق الإنسان كثقافة وحقوق الإنسان كمؤسسات أنشئت لمساعدة الدول في تحقيق العدالة الاجتماعية. وقال: «هناك من البشر من يريد وأد حرية وكرامة الإنسان لحاجة ذاتية ولتحقيق مصالح شخصية»، مضيفا «وجود ثقافة انطباعية سائدة تنتهك حقوق الإنسان المكرم من رب العباد جعل صنفا من البشر يتصدون لهذه الثقافة لتحرير الإنسان من عبودية أخيه الإنسان؛ لذلك اتفق العالم على صياغة آلية عمل للمؤسسات الحقوقية تعرف بمبادئ باريس لتكون هذه المؤسسات مستقلة تعمل على تعزيز وحماية حقوق الإنسان ومساعدة الدول في تحسين حالة هذه الحقوق في مجتمعاتها». وبين أن تحرير الإنسان من عبودية أخيه الإنسان يتطلب إعمال الجهد من الجميع من أجل أن تسعد المجتمعات بالعدالة الاجتماعية والحصول على الحقوق التي تسهم في التنمية. وشهدت الأمسية التي أدارها رئيس اللجنة أحمد الصحفي، وقدمها أمين اللجنة خالد الغانمي، مداخلة الحضور، حيث تساءل الدكتور يوسف العارف، الدكتور حمزة المغربي، عبدالرحيم المغربي، الإعلامي مشعل الحارثي، الشاعر عماد الشريف، ومراد أحمد الشريف... وغيرهم، عن بعض القضايا الاجتماعية وموقف الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان منها، ولا سيما الحق في التنمية ومتابعة أحوال المواطنين في الخارج، وما حققته الجمعية على أرض الواقع، حيث بين عضوا الجمعية ما قدم من دراسات وحملات تثقيف واقتراحات بتعديل في الأنظمة وما ناصرته الجمعية من قضايا، وفي ختام الأمسية سلم عبدالرحيم مغربي، والدكتور حمزة مغربي درعا للجنة نيابة عن الأعضاء لعضوي الجمعية.