يرى محللون أن بشار الأسد قد ينسحب كخيار أخير إلى المنطقة العلوية في غرب سورية ليتابع معركته من هناك، وأن خيار التسوية ليس مطروحا بالنسبة إليه. وتقول انياس لوفالوا الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط إن الأسد «متشبث بالسلطة حتى النهاية. وما يزال يعيش في منطقه الخاص الذي يستند إلى كسب الوقت لكي ينجو بنفسه، ليس باستعادة السيطرة على مجمل الأرض التي خسرها جيشه، إنما بالبقاء على جزء من هذه الأرض مثل دمشق ومدينة حمص الاستراتيجية وبالتالي إمكانية الانتقال إلى جبل العلويين». إلا أن الباحث أندرو تايبلر من معهد واشنطن للدراسات (واشنطن اينستيتيوت) يرى أن النظام سيضطر قريبا إلى الانسحاب من الشمال والشرق، ولو أن ذلك سيتم بثمن مرتفع جدا مثل رفع وتيرة التصعيد باستخدام مزيد من المدافع والصواريخ وربما الأسلحة الكيميائية. ويضيف أن الخيارات المتاحة اليوم أمام الأسد هي البقاء في دمشق ومحاولة استعادة المناطق التي خسرها قدر الإمكان أو إقامة منطقة ذات غالبية علوية على الساحل السوري. أما الخبير في الشؤون السورية بيتر هارلينغ من مجموعة الأزمات الدولية (انترناشونال كرايزيس غروب) فيرى أن «النظام اعتمد منذ بداية الأزمة منطقا يقول إنه يدافع عن نفسه وعن البلاد في مواجهة اعتداء لا يبقي له فيها خيارا آخر».