الأكذوبة الأمريكية بتطبيق الديمقراطية بالدول العربية فرية، افتروها وفصلوها حسب رؤاهم وأهدافهم، فقاموا بتسويقها للوطن العربي، للاستغواء والاستقواء بها.. فانساقت هذه الشعوب وراء فرية الديمقراطية، فأضحت الألسنة البائسة تلهج بها، في كل زمان ومكان، فلم يخبت هذا الحماس من تناول مسألة الديمقراطية وكأنها الفردوس المفقود. لذلك تجد هذا الانسياق الجمعي المشوب بالتمني. أوقدت أواره محطات فضائية، حافلة بصخبها وعالمها اللاهث بوهم المناداة بها، رغم ما يساورهم من ظنون بصعوبة فاعلية التطبيق المنهجي لها بالوطن العربي. فأضحت هذه الشعوب كالمرء الذي راوده حلم جميل أغمض عينيه ليتعايش معه، وحينما فتحهما وجد الكوارث تحيط به من كل جهة فقد أصابته في مقتل. فيما أتى بالخريف العربي.. وأتساءل هل هذه هي الديمقراطية أم الفوضى الخلاقة، التي بشرت بها من قبل كنداليزا رايس؟! البلدان الثائرة، خرجت ناشدة كرامتها وحريتها، لكنها تعدت نطاق المأمول لما هو غير معقول، فكانت الفوضى، ومن ثم الانتخابات وما شابها من شائبة. الألاعيب والشعارات المسيسة المفضية للوصول للأهواء والرغبات. فالصورة كانت معكوسة حتى بان ما خلفها من قبح. حينما استبدلت دكتاتوريات منتهية صلاحيتها، بدكتاتورية حزبية مؤدلجة طامحة لتنفيذ أجندتها لا تهمها مصالح شعوبها. بقدر ما تهمها مكتسباتها الحزبية! دون مراعاة حق الآخرين وفق القوانين والأنظمة الدستورية، بمعنى اختزال الوطن باسم الحزب الحاكم، وكأن الكل عاد لعصر دكتاتوريات ما قبل الربيع أو الخريف العربي، أسموه ما شئتم. لقد اجترحت أمريكا مفهوم الديمقراطية. ومرغتها بوحل الدكتاتورية فيما تمثل بتدخلها بقلب موازين الاستقرار بدول عربية لم تخرج بعد من مغبة عاصفة الفوضى التي أتت على الأخضر واليابس، فتعطلت مصالح الشعوب وتضررت اقتصادياتها، بسبب الصراع على السلطة. الأمر الذي خلق إعاقة الوصول لوعي ثقافي اجتماعي تكاملي يؤسس لمؤسسات مدنية حضارية، من المفترض التأهيل لها برؤى صادقة وأمينة خادمة لمجتمعاتها وأوطانها. بعيدة عن الشعارات البراقة الحالكة السواد، الطافحة بالحزبية المتغنية بالديمقراطية ومن ثم نكث الوعود بها.. مما أضفى على المشهد السياسي العربي الكثير من الغموض، المعيق للخروج الآمن المؤسس لدول مستقرة وآمنه.. وليس لحكم الأقلية على الأكثرية. في فرض القرار والرأي المنفرد، ومن ثم الاحتقان والتقاتل، إنها الفوضى المدمرة، ذلك المبتغى الغربي!! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 263 مسافة ثم الرسالة